سيف الدين مخلوف.. مرة أخرى!!.

72
سيف الدين مخلوف

توفيق الزعفوري

كنت قد همست في مقال لي سابق على هذا الموقع، في أذن سيف الدين مخلوف ، بكل ود كملاحظ و ناصح، أن يتلافى التشنج المجاني و يتلاقى مع السياسي الدبلوماسي، المتحفظ، غير أن نبضه الثوري غالَبه و غلَبه، كما تغلُبُ الحماسة الشباب، و كان في لقاء مع الاعلامية سماح مفتاح على غير عادته، أكثر رصانة، و أكثر هدوء، و لكنه كان أيضا أكثر إثارة و أكثر جدلا، كعادته..

سيف الدين مخلوف، أو كما يسميه خصومه “محلوف” في إشارة إلى خبثه و جرأته و قدرته على الإلتفاف يمثل أقصى اليمين، أو سليل روابط حماية الثورة، حسب خصومه دائما، لست أنا من يعطي الدروس لسيف الدين، و لا لغيره، لست أنا مكلف بهذا أو بغيره، لكننا كمتابعين، نخشى كما يخشى هو على نفسه أن تكلفه بعض تصريحاته رصاصة في رأسه، في إشارة إلى الإغتيالات السياسية السابقة في عهد الترويكا..

من الواضح جدا أن هناك توجّسا كبيرا من طيف واسع من التونسيين و المراقبين ، أن سيف الدين مخلوف سيكون نسخة مطابقة للأصل من ياسين العياري، قبل دخوله البرلمان، و ما يميز صوت مخلوف، أنه سيكون أكثر ميلا إلى إنارة الرأي العام، و إثارة ملفات، من الحجم الثقيل، و وضعها فوق الطاولة و التداول بشأنها، كما يريد ذلك مناصروه، و هو سيكون بذلك متجانسا مع مبادئه، لكنه يتقابل سياسيا مع حركة النهضة، و التيار و باقي الطيف السياسي، سيف الدين مخلوف، “الحلّوف” سيكون الصوت النشاز/المختلف في البرلمان، الصوت الذي نريده، ناطقا بالحق، صادعا بالحقيقة، راميا عرض باردو، بكل البروتوكولات، و الحسابات الدبلوماسية، و نتمنى ألّا يكون ممن يرضون برئاسة لجنة من اللجان أو رئيس كتلة حتى يصمت، أو يُصارَ إلى تدجينه..

الناطق الرسمي باسم إئتلاف الكرامة، إستفز في تصريحاته و مواقفه البارحة البورقيبيين، والدستوريبن ،و النظام القديم، و هي تصريحات دار حولها نقاش مستفيض، و لازال، غير أن جلد الماضي و التاريخ، لا يفيد في بناء المستقبل، و لا يضمن وحدة التونسيين، إزاء الحرب على الفساد و الإرهاب، نحن بحاجة إلى الوحدة الوطنية الآن أكثر من أي وقت مضى، من أجل إعلاء دولة القانون، و صون كرامة التونسيين، يكفي أن أذكر سيف، بالمصالحة التي وقعت في جنوب أفريقيا و تكاليفها الباهضة، و مدى نجاحها في تجاوز التاريخ العنصري، و بناء دولة المستقبل، دولة جنوب أفريقيا…نتمنى لك التوفيق، و لكل التونسيين الأحرار ممن يريدون خدمة تونس بكل إخلاص…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here