فورين أفيرز : هل الإسلام يتعارض مع الديمقراطية ؟ النهضة تقول عكس ذلك

65

نشرت مجلة فورين افيرز الصادرة عن الخارجية الأمريكية على موقعها الالكتروني مقالا للباحثة في معهد كارنيغي سارا ياركيز تحت عنوان: the Tunisia model واعتبرت ياركيز أن الربيع العربي إنطلق من تونس في 17 ديسمبر 2010 بعد حادثة محمد البوعزيزي الشهيرة في مدينة سيدي بوزيد و التي كانت شرارة الاحتجاجات التي تواصلت أسابيع أسقطت رأس النظام زين العابدين بن علي بهروبه بعد 23 سنة من حكم البلاد بالحديد والنار وبعد هذا المنعرج التاريخي دخل البلد الصغير في شمال افريقيا مرحلة الانفتاح الديمقراطي حيث ان النموذج التونسي كان و لازال ملهما لدول المنطقة التي تشترك جميعها في الارث الديكتاتوري و حكم العائلة و الرجل الواحد، فشرارة الثورة التونسية قد عبرت الجغرافيا بشكل أسطوري نحو ليبيا و مصر ثم الشام و الخليج ولازالت الى اليوم ملهمة بإندلاع الموجة الثانية للثورات العربية في الجزائر و السودان و اخيرا و ليس اخرا لبنان.

و أضافت سارا ياركيز انه بالرغم من تاريخية المنجز التونسي فإن تطور الأحداث في مراكز الثقل الجيواستراتيجي في مصر و سوريا قد غطت على الثورة التونسية خاصة لعمق العلاقات بين القاهرة وواشنطن و المصالح المشتركة، غير أنه اليوم و بعد عقد من الربيع العربي اجهضت كل محاولات الثورة في العالم العربي ووحدها بقيت تونس صامدة تشق طريقها بهدوء نحو ترسيخ مسارها الديمقراطي، فقد عاد حكم العسكر في مصر و احكم بشار قبضته على سوريا و تعيش كل من ليبيا و اليمن على وقع احترابات أهلية ضارية و أردفت ياركيز بأنه و أمام هذا المشهد التراجيدي العربي تمكنت تونس من صياغة دستور تقدمي و نجحت في أكثر من استحقاق انتخابي رئاسي، تشريعي و محلي كما أنها ضربت موعدا مع التاريخ الانساني من خلال تلك الصورة التي رسمتها بعد وفاة الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي في جويلية الماضي حيث وقع تمرير السلطة بشكل سلس في ساعات قليلة والذهاب نحو أجندة انتخابية كللت بالنجاح بعد انتخاب مجلس نيابي و رئيس جمهورية، و من النافل القول أن تونس مازالت تعيش مشاكل اقتصادية و اجتماعية عميقة غير أنها مازالت نقطة الأمل المضيئة في العالم العربي.

و أضافت المجلة الأمريكية بأن تونس قد أعطت دروسا للعالم الغربي الذي يقول بكل دغمائية بأن الاسلام يتعارض مع الديمقراطية، فحركة النهضة الاسلامية كانت ولازالت الحزب الأول في تونس و عاصرت كل التطورات في فترة ما بعد الثورة و صادق نوابها على دستور مدني تنازلت بعده الحركة عن الحكم بشكل طوعي لتسلم البلاد بعد الاغتيالات السياسية و حوار وطني لحكومة تكنوقراط و بعد انتخابات التشريعية في 2014 تحصلت النهضة علي المرتبة الثانية و دخلت في توافق مع الحزب العلماني الفائز و المعروف بنداء تونس و زعيمه الرئيس  الباجي قايد السبسي .

و اعتبرت سارا ياركيز ان هذا التوافق و ان قوبل بالرفض من القواعد الشعبية لكل من النهضة و نداء تونس فأنه جنب تونس خطر الانزلاق نحو الفوضى، و بمقتضاه حققت تونس الاستقرار السياسي و ذهبت نحو انتخابات محلية في 2018 و تشريعية تليها رئاسية في 2019 و المشهد التونسي اليوم يتمثل في رئيس جمهورية منتخب و هو قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري المستقل و برلمان منتخب بتشكيلة حزبية فسيفسائية تحصلت فيه حركة النهضة على 52 نائبا من جملة 217 و هو مايجعلها ملزمة بالتوافق مع باقي الطيف السياسي لتشكيل حكومة وهو مايفند الأسطورة الغربية التي تشيطن الأحزاب الاسلامية في المنطقة العربية.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here