قاعد يكور مليح وقاعدين يغفصوا..

98

نصرالدين السويلمي

تكمن قوة حركة النهضة وخاصة زعيمها راشد الغنوشي في معارك النفس الطويل، قد يساير الغنوشي الموجات من هنا وهناك لكنه لا يتخذ قرارات حاسمة إلا حين تذهب السكرة وتحضر الفكرة، ويبدو أن السكرة ذهبت او تكاد وان الزعيم النهضاوي يسهم في ذهابها بطرق ذكية، ونحن اليوم على وشك انقشاع تخميرة الثورجية واستقرار الثورية في سياقاتها العميقة ومقاصدها الكبرى.

تحول راشد الغنوشي مع القيادي التاريخي على العريض الى مقر حركة الشعب! لكن لماذا تحول الحزب الاكبر الى مقر الحزب الأصغر، ولماذا رئيس الحزب بالذات مع نائب رئيس الحزب بالذات؟! تلك مقصودة!

لم يعد الوقت يسمح بترك فراغات خلف أي تحركات تجاه الشركاء المعنيين والمتعنتين، لابد من تنفيذ حركة كاملة غير منقوصة لا تحتمل الطعن الابتدائي ولا التعقيب، رئيس الحزب الفائز ونائب رئيس الحزب الفائز يتنقلا الى مقر الحزب السادس ليعرضا عليه المشاركة في حكومة إصلاح شاملة يقودها المتصدر بقوة النتائج وبحتمية الدستور.

تلك خطوة واضحة لا لبس فيها، ونتيجة لسلامتها ووضوحها، أعلن حزب الشعب بدون تبريرات ولا مؤاخذات عن رفض العرض الاكثر من واضح ، وذلك بالتحديد ما كان يرمي إليه الغنوشي، لا يرغب الرجل في الرفض لذاته وإنما يبحث عن موقف واضح يربح به الوقت، وقد كان له ذلك. بعد لقاء حركة الشعب نعيش الآن بقية مشاورات أو ثمالة حوارات مع التيار، اذا انتهت الى ما آلت اليه المشاورات مع حركة الشعب، حينها ستمر النهضة الى الخيار الموالي. ولن تنجح بعض الأطراف في استنزاف رصيدها من الوقت الدستوري.

على الجبهة الاخرى يسجل الولد الندائي المزيد من النقاط، اصبح يحسن المناورات وأكثر من ذلك يحسن الترصد، اقترب كثيرا من قيس! اقترب الى حد التناغم، ثم هو ينتظر “تغفيص” شركاء النهضة ليدخل على الخط، لقد تعلم الشاهد كثيرا من احتكاكه بشيخ النداء ثم لاحقا بشيخ النهضة، وكأنه يدرك ان بعض الاطراف المحسوبة على الثورة، ما زالت غير قادرة على مغادرة بركة الأيديولوجي، لذلك هو يعمل على الجبهة الرئاسية ويترقب عودة النهضة اليه بعد ان يضنيها الشركاء الفرقاء الذين يحاورنها من بروجهم العاجية ثم ينزلون فقط ليطعنوها من على منابر الفهري وأشباه الفهري ويعودون إلى ابراجهم، يراقبهم الشاهد بسخرية، وكانه يقول “أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك”.

يدرك الشاهد أنه وفي غابة من الغباء الحزبي يمكنه أن يحكم ثورة اربعطاش بــ14 نائبا، يدرك ايضا ان لكل هدفه الذي يعمل عليه، وكما نجحت حركة الشعب في تحقيق طموحها هو ايضا يمكنه النجاح، استعملت حركة الشعب 16 نائبا وخططت واجتهدت وثابرت من أجل الفوز بصورة لقيادات النهضة تحت صورة الزعيم الخالد أبو خالد جمال عبد الناصر، وكان لها ذلك، ويستعمل الشاهد 14 نائبا من أجل الفوز بالقصبة ويبدو سيكون له ما ذلك.. تلك هي الفروق بين من يسلك الطريق المؤدية إلى الدولة، ومن يقطع الطريق المؤدية إلى الدولة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here