قلب تونس..قلبو على تونس

90

توفيق الزعفوري

إلتقى راشد الغنوشي بصفته الجديدة، رئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي، قبيل طرح إسم رئيس الحكومة الجديد على رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد وأحيط علما بهويته، و لم يتم النقاش و التداول فيه لا سياسيا و لا مهنيا و لا عن قدرته على إدارة الشأن العام أم لا!.

أحد قياديي قلب تونس، أسامة الخليفي، لم يغرد خارج السرب، و قال إن حزب قلب تونس صوّت للغنوشي من أجل رئاسة البرلمان تماشيا مع إستمرارية الدولة، و تفاديا للتعطيل، و أنهم سيكونون في قلب الدولة و سيتحملون مسؤوليتهم كثاني قوة في البلاد، و أنهم لا يخشون في ذلك لومة لائم و لا لئيم، و إن مشاكل تونس و التونسيين لا تحل بالصراخ و الصياح!!، هذا هو قلب تونس البراغماتي، الذي قلبو على تونس..

ليس واضحا أن قلب تونس سيقلب المعادلة، عفوا الفيستة، بعد انتخاب الغنوشي، فدوره لم ينتهي و الصفقة لم تكتمل بعد، و لن يعود إلى مقاعد المعارضة، كالتيار و حركة الشعب و غيرها من المعارضين، فالتصويت لرئيس البرلمان الحالي هو الخطوة الأولى في مسار التوافق الطويل، و دائما البوصلة هي تونس و الوسيلة، هي قلب تونس و الغاية هي تونس، و حتى عندما صرح السيد نبيل أن التحالف مع النهضة هو مفتت للأحزاب ، فإن ذاك التصريح كان للإستهلاك الشعبي تماما كما قال أنه لن يتحالف مع النهضة، فكان أول ما فعله في أول لقاء بينهما هو التحالف مع الشيخ!!. تلك هي سياسة بالسياسة، و لا عزاء للناخبين و للمصداقية و للمبادئ!.

السيد عبد اللطيف المكي يقول أن حركته ستعاود التشاور مع كل الأحزاب الممثلة للطيف السياسي من أجل تشكيل الحكومة، و هو ما يعني بداهة العودة إلى المشاورات السابقة مع التيار و الحركة، و هي بمثابة الفرصة الثانية لهما من أجل تحمل مسؤولياتهما، إما مواصلة التمسك بمطالبهما و قد خسروا ورقة الضغط و قوة التفاوض، و بالتالي خسارة الوزارات التي يطالبون بها، و إما التموقع في المعارضة..

من الواضح أن السيد راشد يملك أوراق اللعب جميعها، و هو المحرك الأول و الأخير للعبة، و من الواضح أيضا أن سقف المطالب لم يعد هو نفسه بالنسبة للتيار و حركة الشعب، إلا إذا إختارا العمل في المعارضة، و هنا عليهما تمتين التوافق بينهما و سد جميع الشقوق التي يمكن أن يتسرب منها التيار البارد!!.من قلبه على تونس، يعمل من أجل تونس من أي موقع و في أي ظرف.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here