أبو مازن
لم توشك الانتخابات و نتائجها على النهاية بعد و ما تبعها من قصف اعلامي طال الرئيس المنتخب وباقي المترشحين و عدد من الأحزاب والائتلافات الفائزة في الانتخابات التشريعية حتى أهلّت مجريات وحوادث جديدة أعادت زخم الدمغجة الاعلامية بعد انكسار شوكة اعلام الفساد و ضعف تأثيره لأيام معدودات.
هكذا يؤخذ المواطن على حين غرّة في كلّ حادثة فيعبث اعلام الفساد في منابره وينقل الاكاذيب و الصور المفتعلة و يبني اوهاما ويستدعي خبراء لا خبرة لهم و محللين لا حيلة لهم غير الخداع والمكر والتشويش. لم يكسد سوق الاعلام الفاسد ولن يكسد البتة فقد ترك السابقون أوراما تنخر جسم الوطن فلا يستريح من خبثها ولو تناول مسكنات الثورة.
أمّا الصورة الأولى ففيها حفرة عظيمة تتوسط طريقا معبّدا حيث تلوح قنوات التطهير وقد أتت عليها السيول الجارفة. تلك أشغال في طور الانجاز حسب قول وزارة التجهيز قد داهمتها الامطار وطبيعي جدا أن تصبح على تلك الحال.
لكن المسكوت عنه اعلاميا حجم الطرق المعبدّة التي اقتلعتها الأمطار و الأحياء التي غمرتها المياه فكلاهما أنجز في عهد التغرير ودشّن تحت صخب نفس الاعلام.
وأمّا الصورة الثانية فهي تخص لقاء رئيس الجمهورية بوزير الخارجية الألماني حيث حضر مدير الديوان الرئاسي و غاب وزير الخارجية التونسي. الصورة تبدو بروتوكوليا منقوصة ولكنّها عميقة جدا و تبشّر بصدق نوايا التغيير.
فوزيرنا الحالي أبقاه الله لم ينسى أنه راحل لا محالة عن الوزارة حتى أغرقها تسميات استجابة للسيستام و انقاذا لمن قد يطاله القانون.
أو لعل الرئيس الجديد صاحب مقولة “ليس تطبيعا بل خيانة عظمى” تذكّر أن وزير خارجيته الحالى هو رأس التطبيع مع الكيان حين كان قائما بالأعمال “القنصلية” عند العدو الصهيوني في عهد التغرير أيضا.