لماذا تدعم النهضة ، قيس سعيد ؟؟؟.‎

88
قيس سعيد راشد الغنوشي

بقلم: توفيق الزعفوري

نعلم كم مرة إجتمع شورى النهضة، ليحسم في أمر مرشحه للرئاسيات، و نعلم كم مرة إختلف أعضاؤه في إختيار العصفور النادر، من الداخل أم من الخارج، لكن بعد أن إتضحت الصورة في مجملها، و صرنا بين إثنين لا ثالث لهما، صار لزاماً أن نسأل لماذا تدعم النهضة قيس سعيد دون غيره و قد سبق أن إختارت واحدا منها..؟؟

قيس سعيد ليس، أفضل من عبد الفتاح مورو، و لو أنه حصل على مرتبة متدنية من أصوات التونسيين كغيره، فإنه حتما سيكون نِسياً منسيا ، لا أحد يفكر حتى في مجرد الإتصال به، أما وقد صار على خطوتين من باب قرطاج، و إنتهت خطوات عبد الفتاح مورو إلى خارج السباق الرئاسي ، من البديهي أن تتعاطى النهضة مع نتائج الانتخابات بكثير من البرغماتية و الحنكة السياسية ، و تدعم قيس سعيد للأسباب الآتي ذكرها..

أولا : دعم قيس سعيد، ظاهريا يتماشى مع سياسات النهضة الرامية إلى القطع مع المنظومة القديمة بكل تفاصيلها، و إنسجاما مع روح الثورة و مطالب الثوار و تكملة للمسار الثوري، و عليه فإنه من الطبيعي أن تجد في قيس سعيد، المتحدث بإسم الشباب و الممثل الشرعي لضمير الثورة، أن تجد فيه ما يتماشى و ” أدبياتها ” ، خصوصا و هي جزء من الحكومة.!!

ثانيا :مساندة قيس سعيد بالنسبة لموبليزير هو أكثر من تكتيك يراد منه درءٌ لكل شبهة و كل تهمة يمكن أن تلحق بها خصوصا مع تضييق الخناق عليها من قبل هيئة الدفاع عن شكري بلعيد و محمد البراهيمي، و إعادة إثارة الدعوى ضد رئيس النهضة تحديدا مخافة أن يتفصى من المحاسبة بدخوله تحت قبة باردو، و هو ما خلق فعليا أزمة بين المحامين و القضاة على خلفية عدم حيادية القضاء ، و عدم قبوله باستدعاء أطراف تحوم حولهم شبهة في قضايا الإغتيالات السياسية المرفوعة، إن لم يكونوا متورطين أصلا!!!

ثالثا : النهضة تدرك أن خزانها الانتخابي مازال متماسكا و صلبا يمكن التعويل عليه، رغم تقلصه، لذلك فالدعوة إلى مساندة قيس سعيد ، بعدما صرح بذلك صراحة أغلب أعضاء الشورى،عبد اللطيف المكي، و علي العريض و محمد بن سالم، و أخيرا راشد الغنوشي ، يمكن أن يمثل نوعا من المغازلة أو ترك الأبواب مواربة في قادم الأيام من أجل تكوين إئتلاف، أو توافق، أو تحالف، ضد المنظومة القديمة ، و هو أي مساندة المرشح المستقل، ضمانة لحصانة مريحة ضد الملاحقات و التتبعات القضائية التي أثيرت بطريقة إستباقية ،الغرض منها قطع الطريق أمام بعض المتهمين و فتح جميع الملفات العالقة و المضي في محاسبة من أجرموا في حق تونس و التونسيين..

رابعا : النهضة ليست غبية حتى تتغاضى عن الخطة “ب”، الخطة التي تسمح لها بهامش جيد من المناورة والإلتفاف إن حدثت مفاجآت في ملف المرشح الثاني نبيل القروي، بعدما تواترت أنباء عن إمكانية تصعيد مرشحهم مورو، و تأخر الندوة الصحفية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكثر من ساعتين، و ما رافقه من لغط و تأويل، و خشية على المسار الإنتخابي و الديمقراطي عموما.يبقى السؤال مطروحا…

هل ستبقى النهضة على مساندتها لقيس سعيد، لو أنه وجد نفسه وجها لوجه مع عبد الكريم الزبيدي، مثلا!!! ؟؟؟.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here