لماذا تصر النهضة على زرع قلب تونس في باردو !!؟‎

48

كتبه: توفيق الزعفوري

الإدعاء : – حكومة وحدة وطنية

– توسيع الحزام السياسي للحكومة

– حكومة لا تقصي إلا من أقصى نفسه..

هذه هي الإدعاءات الظاهرية التي تتمسك بها النهضة و تدفع بها و بالبلاد إلى شفى الهاوية..

اليوم قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري، لإذاعة موزييك متناغما مع نفس فكرة الوحدة الوطنية مشيرا ” إلى وجود أحزاب سياسية تحصّلت على أصوات الناخبين ولها عدد محترم من النواب في البرلمان وينبغي أن تكون ممثلة في الحكومة المقترحة” و المقصود هنا، إئتلاف الكرامة، و خاصة قلب تونس..

من الواضح أن فكرة إدماج المستقلين في الحكومة، هي فقط لسد الشغور الذي أقصى بمقتضاه إلياس الفخفاخ ، قلب تونس و إئتلاف الكرامة من الحكومة، و هذا الخيار لم يكن موفّقا، بل كان على حساب التوازنات الحزبية النيابية في باردو، و هذا الأمر دفع نبيل القروي إلى إعلان موقفه صراحة من حكومة الفخفاخ، ثم تلته النهضة، التي دفعت بموقفها حكومة الفخفاخ إلى السقوط الحتمي..

لكن بعيدا عن التوازنات و الحسابات السياسية، ألا يمثل زرع قلب تونس في الحكومة نوعا من تضارب المصالح أم من حقه أن يكون شريكا في الحكم ؟؟.

لنأخذ مثال بسيط على ذلك، و لنفترض أن قلب تونس ممثّلاً في الحكومة، بوزراء و كُتّاب دولة، و زعيمه نبيل القروي لديه مصالح إقتصادية، و أعمال و صفقات مع شركاء في الداخل و الخارج، ألا يعتبر وجوده في الحكومة مكافأة له على مزيد دعم و دفع مصالحه إلى مزيد التوسع على حساب غيره ممن يستحق!؟؟. في الوقت الذي نحاول تفادي ذلك نظرا لما عانيناه من تداخل مصالح و إستغلال أجهزة الدولة و مقدراتها لفائدة الأشخاص أو الحزب، لا لفائدة المصالح العليا للدولة..

ثم هل أن إرتباطات نبيل القروي التي فاحت أخيرا مع شخصيات إسرائيلية و ما رشح منها و بان، ألا يمكن أن تكون عائقا أمام إمكانية تجريم التطبيع لو أنه صار إلى التصويت على ذلك في البرلمان!!؟. من الطبيعي إذن أن يسقط قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني إذا صوّت ضده نواب النهضة و قلب تونس، مجتمعين أو حتى لو إعترض عليه أحدهم..

ألا يعتبر زرع قلب تونس في باردو مشابها لزرع عبوة ناسفة في قرطاج!؟؟ بعد إعلان نبيل القروي عن موقف حزبه داعيا القيادات و النواب إلى التناغم مع القرار و عدم منح الثقة لحكومة الفخفاخ، رغم تحفظات الجميع عليها، ألم يكن بالإمكان إعادة ترتيب الأسماء و مراجعتها بما يضمن بقاء النهضة في الحكومة، أم أن السهم خرج من القوس، و أن الفخفاخ ليس هو الشخصية الأقدر و انتهى الأمر ،و لابد من قلب تونس لقلب المعادلة صباح هذا اليوم إستقبل راشد الغنوشي كل من سمير ماجول رئيس الإتحاد التونسي للصناعة و التجارة و نورالدين الطبوبي، أمين عام المنظمة الشغيلة من أجل حلحلة الأمور، و تفادي تعميق الأزمة السياسية و الإقتصادية و إيجاد مخرج لإنسداد الأفق السياسي من خلال الحلول الممكنة أو إحترام ما جاء به الدستور، لا ما جاء به الفخفاخ..

الإتجاه الشعبي العام يدفع إلى إعادة ترتيب الأوراق و الذهاب إلى إنتخابات مبكرة حتى تعرف الأحزاب حجمها الحقيقي و تنقيح و إقرار عتبة ال 5٪ حتى يمكن إفراز كتل كبيرة قادرة على الحكم بمفردها أو مجتمعة، و أنه يمكن خسارة بعض الأشهر أفضل من خسارة خمس سنوات بحكومة ضعيفة غير قادرة على العمل و الفعل و الإنسجام..مازال هناك بعض الحلول، قبل دعوة نبيل بفون إلى تجهيز عُّدته و عتاده…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here