في مقال له نشر على موقع صحيفة لوبوان الفرنسية اليوم 17 ديسمبر 2018، تحدث مراسل الصحيفة المذكورة في تونس بنوا دالما عن الذكرى الثامنة للثورة التونسية حيث اعتبر الصحفي الفرنسي انه وبعد 8 سنوات من الثورة تواجه تونس وضعا اجتماعيا غير مسبوقا وإحباطا كبيرا لدى المواطنين من مخرجات ثورة وفت بتعهداتها السياسية بكتابة دستور نموذجي و اجراء اكثر من استحقاق انتخابي نزيه لكنها لم تف بتعهداتها الإجتماعية.
وأضاف دالما أن الديمقراطية الشابة التي نجت من مصائر جيرانها (فوضى في ليبيا، إنقلاب عسكري في مصر، صراع دموي في سوريا واليمن) تمر بأزمة مماثلة لأزمات الديمقراطيات الأوروبية القديمة بتنامي الغضب الإجتماعي والإحتجاجات وإضرابات قطاعية في التعليم والمحاماة مع نقص في التموين والمواد الاساسية مثل الحليب و الأدوية علاوة على ارتفاع نسبة التضخم الذي بلغ 7.4% حسب ما صرحت به الحكومة الرسمية في حين يعتبر خبراء صندوق النقد الدولي ان النسبة تتجاوز عتبة ال9% مع فقدان العملة المحلية الدينار لنصف قيمتها اما اليورو.
إحتراب العصابات السياسية
وأضاف بنوا بإنه و أمام هذه الأزمة الخانقة يراقب التونسيون بإحتقار صراعات الطبقة السياسية في البرلمان والمنابر التلفزية حيث عبارات التخوين والتخوين المضاد مع إهمال المشاغل الاقتصادية متناسين أنه لا انتقال ديمقراطي دون نجاح اقتصادي.
سياسة تقشف غير معلنة
وختم بنوا دالما مقاله على صحيفة لوبوان بالإشارة الى ان تونس و حكومتها مرتهنة لدى صندوق النقد الدولي و تطبق كل إملاءاته وبالتالي فهي ماضية في سياسة التقشف دون أن تعلن عن ذلك”.