متى يرحل الغنوشي ؟

75

بقلم: توفيق الزعفوري

اِستقالة زبير الشهودي مدير مكتب راشد الغنوشي من مهامه صلب الحركة، أمر ينبئ بزلزال عنيف داخل مونبليزير، و يعلن عن فشل الرئيس في إدارة شؤون الحركة..

إستقالة زبير الشهودي لن تكون الأخيرة فقد سبقه مدير مكتب الغنوشي السابق لطفي زيتون ،و قبله حمادي الجبالي، و من بعده النقد اللاذع الذي يوجهه في كل مرة عبد اللطيف المكي، و قبله السيد عبد الفتاح مورو، دون نسيان، الهزة الأولى أثناء الانتخابات التشريعية و مشكل القوائم الانتخابية ، و هو مشكل تموقع في الحركة كاد يعصف بها من القواعد..

الرجة الثانية كانت بعد انتخابات الرئاسة حين فشل مورو في المنافسة على عرش قرطاج، رغم مرتبته المتقدمة، فقد كان الرهان عليه كبيرا قياسا لما صرف من إعتمادات إنتخابية، و من أموال طائلة من أجل شراء الأصوات.. النهضة تتآكل من الداخل أكثر من تآكلها في الخارج، و هي ملزمة اليوم على استيعاب الدرس القوي، و الرسالة المدوية من الانتخابات الماضية..

دعوة زبير الشهودي، رئيس الحركة إلى الاستقالة، و لزوم بيته ، ليست الأولى و لن تكون الأخيرة، فقد أتت مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية، و ما رافقها من تكتيك و إلتفاف، فراشد الغنوشي ، و حاشيته “الفاسدة” مازالوا بحاجة إلى حصانة سياسية، مؤقتة تنتهي بانتهاء صلاحية هذه الحكومة، و تبدأ بفتح أولى ملفات الفساد و التسفير و الأمن الموازي ، و الاغتيالات السياسية و التمويل الانتخابي، و حسابات الحركة، و أرصدتها المشبوه الخ ، زبير الشهودي كما فعل لطفي زيتون ، ينزل من الهرم، و يلتحق بالقاعدة، هو يقفز قبل أن تغرق السفينة بمن فيها من الفاشلين و الفاسدين..

راشد الغنوشي تحسس الضربة، لهذا يدعو أنصار الحركة إلى التصويت بكثافة في التشريعية فقط لضمان عدم انشطار الحركة ، و لغاية في نفسه و نفس يعقوب…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here