هل سيعتذر رئيس تونس.. لقلب تونس؟

48
نبيل القروي و قيس سعيد

بقلم : حياة بن يادم

قبل و بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية و التشريعية الأخيرة و قلب تونس لصاحبه نبيل القروي، يعيش تحت وابل الاتهامات بالفساد والإفساد، صادرة من جميع الاطراف حتى من الحزب الشقيق تحيا تونس سليل نداء تونس.

هدأت لغة الاتهامات بمناسبة انتخاب رئيس مجلس النواب و نوابه. حيث شهدنا تفاهمات بين قلب تونس و النهضة. و التي ترتب عليها اعتلاء رئيس حركة النهضة عرش باردو لتكون ابنة قلب تونس نائبته الاولى.

حينها صرح راشد الغنوشي “الاغبياء فقط هم من لا يغيرون آراءهم”. هكذا كانت مناورة المحنك السياسي. في حين بقيت البقية على مواقفها إلى أن شهدنا موقعة الجملي حيث سقطت الحكومة في جلسة ساحقة فاضحة كاشفة وسقطت معها عديد الاقنعة.

على اثر سقوط الحكومة، تزعم نبيل القروي صاحب قلب تونس، مبادرة سياسية، تضم كل من تحيا تونس و كتلة الاصلاح و كتلة المستقبل و حركة الشعب شريك التيار في الكتلة التقنية بالبرلمان و الذي تذيل امينها العام الصورة التاريخية للزعيم نبيل.

لم تتأخر كثيرا ارتدادات سقوط حكومة الجملي، التي كانت مزلزلة حيث شهدنا تغير في المواقف نحو قلب تونس ب 180 درجة.

إذ في 13 جانفي الجاري يخرج علينا القيادي بالتيار غازي الشواشي مؤكدا على اهمية التنازل و التواضع في هذه المرحلة. معتبرين من الدروس التي تلقوها خلال المرحلة الماضية. مرجحا تنازلهم عن الشروط السابقة و منها التنازل عن الوزارات التي طالبوا بها، و التوافق مع جميع الاطراف بما في ذلك قلب تونس.

و بدخولنا الماراطون الثاني لتشكيل الحكومة، التي قام رئيس الجمهورية باختيار الياس الفخفاخ لتشكيلها، تتوالى التصريحات الفاقعة و التي لا غبار عليها من حتمية تشريك قلب تونس في “حكومة الرئيس”.

حيث صرح امين عام حركة الشعب قائلا ” أحنا قلب تونس عمرنا ما سبّيناه واتّهمناه بالفساد… ونجّمو نحكمو معاه”.

أما امين عام التيار محمد عبو اثر لقاءه بالفخفاخ أفاد أنه لا ينوي الضغط على الرئيس المكلف من خلال اشتراط عدم مشاركة أطراف معينة او إقصاءها من المشاورات.

أما رئيس حركة النهضة لم يكتف بعدم وضع فيتو على قلب تونس بل رفض إقصاءه و طالب بتشريكه في الحكومة.

و بهذا يسدل الستار على “لوبانة” الاحزاب التي تقول “للمشاركة في الحكومة نشترط اقصاء قلب تونس”.

ليبقى قيس سعيد وحيدا في مواجهة قلب تونس لصاحبه و منافسه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، نبيل القروي. حيث أن رئيس الجمهورية هو المسؤول الأخلاقي على “حكومة الرئيس” الذي عين الفخفاخ على رأسها برسالة تكليف تختلف عن سابقتها. اذ تضمنت وصايا تحدد بوصلة التركيبة القادمة للحكومة، من بينها محاربة الفساد، حيث خاطب الفخفاخ قائلا “سنقاوم معا بعزيمة لا تلين كل من عاث في هذا الوطن العزيز فسادا”.

فهل سيكون قلب تونس الملقب طيلة الحملة الانتخابية “بحزب الفساد و الأشرار” والذي بقدرة الأحزاب أصبح “حزب الطهارة و الأخيار” شرطا لمرور حكومة قرطاج إلى القصبة؟.

فهل سيعتذر رئيس تونس .. لقلب تونس؟

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here