آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. ظهرت خلافات الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة النقابية ذات الثقل في تونس، إلى العلن مؤخرا، وذلك بعد مطالبة المعارضة النقابية وقيادات وازنة بالاتحاد، باستقالة أمينها العام نور الدين الطبوبي والتعجيل في عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة، فيما تتزايد التساؤلات بشأن السبل التي سيتخذها الاتحاد لإنهاء أزمته التي أضرت بصورته أمام الرأي العام المحلي في وقت يعيش تراجعا لافتا لدوره في المشهد التونسي.
وكشف يوسف العوادني، الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بولاية صفاقس في حواره مع “أفريقيا برس” أن “المطالبة باستقالة الطبوبي، تأتي لدرء مزيد من تعكير الأجواء داخل الاتحاد ولحلحلة الأزمة الداخلية، من خلال الذهاب نحو مؤتمر استثنائي”.
ورأى أنه “رغم تراجع دور الاتحاد بسبب تضييق وحصار السلطة، إلا أن المنظمة الشغيلة مطالبة بمعالجة ملفات منظوريها بالعودة إلى التفاوض مع الطرف الحكومي بشأن مسائل عالقة مثل الزيادة في الأجور”، وفي تقديره “من الضروري فتح باب الحوار مع المنظمة العريقة مثل اتحاد الشغل، التي ساهمت في بناء الدولة التونسية”.
ويوسف العوادني هو الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بولاية صفاقس، وقد ترأس المؤتمر الخامس والعشرون للاتحاد، والذي وقع تنظيمه سنة 2022.
طالبت قيادات نقابية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل برحيل المكتب الحالي وانتخاب قيادة جديدة، ما هي مآخذكم على سياسات القيادة الحالية للاتحاد؟
في الواقع بعد تنظيم الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل في صفاقس لمجلس وطني في سبتمبر الماضي، كانت من أهم استنتاجات المجلس الذي يمثل السلطة الثانية بعد المؤتمر، أنه هناك خلافات وإشكالات في تسيير المنظمة على المستوى المركزي، وكان هناك اقتراح بتقديم موعد المؤتمر أو القيام بمؤتمر استثنائي، إلا أن الأمين العام نور الدين الطبوبي رفض هذه المقترحات، ولم يقع التوافق بشأنها، وبقي الخلاف على ماهو عليه ثم تعمق وتحول إلى تجاذبات داخل اتحاد الشغل.
لكن حاليا هناك مساع ومشاورات وتدخلات لإيجاد صيغة توافقية لتقديم موعد المؤتمر أو القيام بمؤتمر استثنائي في شهر يونيو أو جويلية القادم، لدرء هذه الخلافات ولصد الاختراقات، وكل ما من شانه أن يستهدف وحدة المنظمة الشغيلة.
ما هو تعليقكم بخصوص المكالمات المسربة لأمين عام الاتحاد على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، وقد وصفتم في تصريح هذا التسريب بـ”هبوط أخلاقي ونقابي”؟
بالنسبة للتسريبات التي راجت على الوسائط الاجتماعية، فقد قررنا كقيادات للاتحاد في صفاقس وكإطارات نقابية، القيام بجلسة للتشاور وللتدارس واتخاذ المواقف المناسبة، ومن المقرر أن ينعقد هذا الاجتماع الخميس القادم، وفي تقديري هذه التسريبات لا تليق بأمين عام المنظمة، فمن غير اللائق أن ينعت هيئة الاتحاد الجهوي بصفاقس التي نظمت المؤتمر الأخير، وأشرفت عليه وعملت على إنجاحه بالمافيا”.
هل تعتقد أن حصار السلطة للاتحاد وتضييق هامش تحركه قاد إلى تراجع دوره وعمق من خلافاته الداخلية؟
طبعا، لكن المطلوب من النقابيين ومن الهياكل النقابية اليوم سواء على المستوى الوطني أو في الجهات مواصلة النضال والعمل على الملفات والاستحقاقات التي على عاتقها والتي يترقبها منظوري الاتحاد، وأمامنا عديد الملفات مثل الزيادة في الأجور، ومفاوضات لأجل تعديل العقود المشتركة في جانبها الترتيبي والمالي في القطاع الخاص، كذلك ملف الوظيفة العمومية حيث هناك اتفاقات مجمدة، كما أن الوزارات المعنية مطالبة بفتح المفاوضات مع الهياكل الممثلة لهذه القطاعات، والعودة إلى الحوار، كما كان الحال في السابق.
هل أساء اتحاد الشغل التقدير بدعمه لمسار 25 جويلية؟
بالعودة إلى أول بيان صادر عن الاتحاد يوم 26 جويلية 2021، فقد كان واضحا وقد ركزنا فيه بالأساس على انتظارات الشغالين وهو ما يهمنا، وبالتالي قمنا بما يجب القيام به، لكننا اليوم نعيش حالة انسداد بالمشهد لعدم فتح السلطة الباب الحوار مع منظمة عريقة مثل اتحاد الشغل الذي يبلغ عمرها 79 عاما، والتي شاركت في معارك التحرير وفي بناء الدولة التونسية.
هل سيستجيب أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي لدعوات الاستقالة، والتوجه مباشرة نحو مؤتمر استثنائي وانتخاب قيادة جديدة؟
نحن نطالب الطبوبي بالاستقالة درءا لمزيد من تعكير الأجواء داخل المنظمة، وللخروج بحل توافقي يعجل بعقد المؤتمر الاستثنائي، نحن نطالب باستقالته في إطار حلحلة الوضع الداخلي للمنظمة، وإيجاد سبل للتسريع في عقد المؤتمر.
هل سينجح المؤتمر الاستثنائي في حال انعقاده في إعادة ترتيب أوراق الاتحاد واستعادة وزنه من جديد في المشهد؟
من السابق لأوانه استنتاج ذلك، لكن في المقابل على كل النقابيين في جميع القطاعات على مستوى وطني وجهوي الإعداد لأرضية وبلورة رؤية لمعالجة أوضاع الشغالين بما يليق بانتظاراتهم، كذلك من المهم تعزيز الوحدة بين الهياكل النقابية والفئات الشعبية والقطاعات، كما يجب الإشارة بوجود إشكالات فيما يخص القانون الأساسي للمنظمة، وعلى النقابين التوحد لأجل تعديل بعض فصوله، التي تجاوزتها الأحداث ولم تعد تتلائم مع الواقع الحالي خاصة أنه لدينا جحافل من الشباب النقابي، الذي يجب أن نضعه في الاعتبار ونفتح أمامه الباب لتسلق المسؤولية حتى يحمل المشعل في قادم الأيام.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس