بقلم: منجي باكير
برغم تقادم العهد فإنّ هذه الذكرى المجيدة كما لها الوقع الطيب على عموم الشعب لما تحمله من رمزية انتصار على الدكتاتورية المقبورة فهي ايضا لا تزال تشكل رعبا و حساسية مفرطة لكثير من ازلام النظام السابق و ايتام الإعلام الفاسد …
تماما كما التهيج الموسمي لدى المصابين بالحساسية ، هم يصابون بإرتيكاريا شهر الثورة ، يبدأ – المرض – بحكاك ثم يتطور إلى هذيان و يصل حال بعضهم إلى خروج حمى الإصابة على وجهه و تبرز اوداجه و تفسد ملافظه و لا يستطيع التحكم في حقده الدفين ليدخل مرحلة الهراء و الهرطقة …
اولئك الذين اقتلعت الثورة يوما ما ( صفايحهم ) و قطعت عنهم ( السبالة ) و عرّت عوراتهم ثم مرمدت بريستيجهم و أطاحت بغرورهم و سلطتهم يوم أطاح الثوار بزعيمهم الذي علمهم و فوضهم و سخّرهم …
أولئك الذين لم ولن يتركوا سبيلا من سُبل الثورة المضادة الا و سلكوها ودفعوا لها مالهم و حالهم ليذهب ما دفعوا سُدى و ينقلب عندهم في كل محاولة حسرة و ندامة ، أولئك الذين كل مرة تزاداد خيباتهم لكل ما يدبرون بليل و تزداد اوجاعهم بعد كل فشل آخر ينضاف إلى رصيدهم في الفشل المزمن ،،، أولئك الأزلام و الأيتام الذين لم يتركوا مددا خارجيا و لا داخليا ، و لم يتركوا ( دبارة ) إلا فعلوها و لم يتركوا حتى ( الكتّابة و العزّامة) ليطيحوا ببناء الثورة لكنهم في كل كرّة يكون ناتج افعالهم البوار و الخسارة أمام صمود ايقونات الأحرار و تمسك الشعب ( على ضنكه ) بمسار ثورته ….كل عام و الوطن العزيز بخير ، و تونس بعد الثورة خير مهما نعق الناعقون …!
