أحمد ونيس لـ”أفريقيا برس”: “إسرائيل” هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المشهد السوري الجديد

50
أحمد ونيس: إسرائيل هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المشهد السوري الجديد
أحمد ونيس: إسرائيل هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المشهد السوري الجديد

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أشار وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس في حواره مع “أفريقيا برس” إلى أن “الحكومة التونسية تتصرف بمسؤولية مع الأوضاع السورية بعد التطورات الأخيرة التي قادت إلى انهيار نظام بشار الأسد، ووصول المعارضة إلى الحكم، داعيا دول المغرب العربي إلى “التكاتف ومساندة الشعب السوري في المرحلة الجديدة من تاريخه”.

وأكد أن “إسرائيل تمثل الخطر الحقيقي الذي يهدد سوريا في هذه المرحلة، وهي المستفيدة الأولى من هذا التغيير حيث ستسعى إلى مزيد من التوسع في المنطقة وإلى مزيد التضييق على عمل المقاومة واستهدافها بهدف إطالة أمد الاحتلال”.

وأحمد ونيس هو سياسي ودبلوماسي تونسي، وقد تولى وزارة الشؤون الخارجية سنة 2011.

كدبلوماسي تونسي، كيف تنظر الدولة التونسية للتغيرات التي حدثت مؤخرا في سوريا؟

الظاهر أن الحكومة التونسية تتابع التطورات في سوريا باهتمام شديد دون أن تعبر عن اتجاه معين، هناك تحفظ حتى يتمكن الشعب السوري من تولي المسؤوليات الوطنية دون تدخل أجنبي، هذه مواقف الحكومة التونسية خاصة أنها تدرك أنه لا قدرة لها على أي تأثير مباشر في هذا الملف.

كيف تقرأ ردود الفعل السياسية والشعبية التونسية بعد سقوط نظام بشار الأسد؟

في الواقع هناك اهتمام بالغ الأهمية بالأوضاع في سوريا، وهو ما نفسره بأن تونس تخشى على المستقبل القريب للشعب السوري، لأنها تدرك بأن إسرائيل بالمرصاد وتتحسب أنها ستستفيد وتغنم وربما قد تتمكن من مزيد التوسع في الفضاء المحيط بها، هذه تخوفات الرأي العام التونسي، حيث يتوجس التونسيون من الخطر الإسرائيلي الذي يهدد سوريا، في حين لا يوجد ضمانات من الدول المجاورة لحمايتها، لا يوجد دول تسعى إلى إنقاذ الشعب السوري، لا نرى من يتضامن أو يمد يد المساعدة.

ما هي المخاوف المرتبطة بتداعيات سقوط النظام السوري على المنطقة؟

في الواقع النظام لم يكن قويا، فالحالة السورية حالة صعبة حيث عانت البلد من حرب طويلة الأمد والتي تسببت في هجرة ولجوء السوريين، كما أنها في مرمى الاستهداف الإسرائيلي باعتبار أن إسرائيل تقوم بترصد الدول المجاورة للتضييق على المقاومة والعمل على إطالة أمد الاحتلال، هذه هي الحسابات الإسرائيلية وقد انتهزت القوات العسكرية الإسرائيلية الفرصة بانشغال الشعب السوري بهجرة أو لجوء بشار الأسد إلى روسيا وقامت بهجوم خاطف على محيط الجولان دون وجه شرعي حتى تعزز وجودها العسكري للدفاع عن بقائها هناك.

كيف يمكن أن يؤثر إطلاق سراح آلاف المقاتلين من الجماعات المسلحة على الأمن والاستقرار في تونس؟

لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثيرا مباشرا للتطورات في سوريا على الأمن التونسي، لكن كل ما يحدث في الساحة العربية نعتبره متصلا بمصالحنا السامية، ولغايتنا السياسية، نحن لا نخشى أي تأثير مباشر لا على أمننا ولا على اقتصادنا، هؤلاء المقاتلون في حال عودتهم، سيقع استنطاقهم من قبل الأجهزة الأمنية وسيقع التثبت من حقيقة تورطهم إما كمقاتلين أو كضحايا عنف، وبناء على الشهادات التي ستتحصل عليها الجهات الأمنية، سنتصرف حينها بروح الإنقاذ والأخاء لمساعدتهم.

لماذا انهار النظام السوري في غضون أيام رغم صموده 13 عاما؟

الحالة السورية كانت هشة وضعيفة وجيران سوريا لم يضمنوا لها النجاة والسلامة، بل احتاطوا من الهجرة السورية ومن تدفق المهاجرين فيما كانت “إسرائيل” بالمرصاد وتنتظر الفرصة لمزيد الضربات والمضايقات على جميع الدول المجاورة بحيث كانت سوريا تحت التهديد.

هل يمكن أن نشهد نوعا من العفو عن سجناء حركة النهضة لاحتواء التداعيات المستقبلية لبقائهم في السجون؟

إذا كان حزب النهضة حزبا قانونيا فلماذا نتوجس من ذلك، صحيح لدى الحزب مواقفه الخاصة لكن تلك آراءه الحرة، هو حر في مواقفه، وفي سياق آخر، يجب التأكيد على أن الحكومة التونسية تتصرف بمسؤولية مع الأوضاع، وتسعى إلى صيانة المكاسب السورية حتى لا يقع انتهازها والاعتداء عليها، وربما قد يستوجب الأمر الاتفاق مع بعض الدول العربية لإثارة الموضوع في مجلس الأمن دفاعا عن حقوق الشعب السوري الذي وصل مرحلة صعبة سياسيا وأمنيا.

ما هي التدابير التي يمكن أن تتخذها تونس لتقليل التهديدات الناشئة عن وصول الجماعات المسلحة للحكم في سوريا؟

السوريون هم الأنسب في التصرف في وطنهم، ويظهر أن هيئة تحرير الشام هي المتمركزة اليوم في قلب الانتقال السوري وقد باشرت في تشكيل حكومة جديدة، وربما قد تشهد البلد بعض الاستقرار الأمني، وفي كل الحالات فإننا لا نخشى العدوى أو انتشار للعنف خارج الوطن السوري.

هل ستتواصل تونس رسميا مع الجماعات المسلحة التي سيطرت على الحكم في سوريا؟

في اعتقادي التصرف الفردي غير كاف، المهم أن نتفق مع إخواننا في المغرب الكبير ونتصل بالقوى السياسية داخل سوريا وخاصة هيئة تحرير الشام التي يظهر أنها من ستتولى الزعامة في الساحة السياسية السورية حتى نفهم ونطلع على برنامجهم، إن كانوا بحاجة إلى مساعدة أم سيقع الاعتماد على التعاون الدولي، وإجمالا وكما ذكرت سابقا فإن ما نراه خطرا حقيقيا في المشهد السوري الجديد هو إسرائيل وتهديدها المستمر للبلد ولكل المنطقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here