قلب تونس.. هل هو حزب فساد أم حزب إصلاح؟

60
نبيل القروي.. من سلطة الإعلام إلى حلم السلطة

بقلم : نصرالدين السويلمي

لا يمكن لحزب تأسس على الخداع وقام بأكبر واخطر عملية التفاف على المساكين حين حولهم من بطون جائعة الى كتائب انتخابية آلية تمارس التصويت على طريقة الريموت كنترول، لا يمكن لتلك الطبخة الحزبية الماكرة أن تتحول بجرة قلم الى حزب صالح اعتنق الوطنية واعتنقته. هذه المعلومة من السياسة بالضرورة نحتاجها ونذكر بها لان البعض سطح الأمر بشكل غير مسبوق حين بدا يلمح الى امكانية صلاح نبيل وحزبه، يأتي ذلك خاصة من العوام الذين تهزهم اللحظة وينطلي عليهم لغو الحماس.

ذلك الحزب كجل الأحزاب التونسية التي تعج بها الساحة، بعضها يسعّر ويخذل وبعضها يخاتل والبعض الآخر يمارس العربدة في الطريق العام مع السكر الواضح، بعضها صنعه نبيل القروي بنفسه حين استقدم السبسي من الارشيف وأسس له النداء، والبعض الآخر ينشّطه الى اليوم صبي حفتر في تونس، منهم من يتمرغ في ريع الثورات العربية ثم يلعنها ويلعق احذية جلاديها، أحزاب تقهقه من فساد صاحب المقرونة وهي غارقة الى الأذقان في دماء وجماجم و اشلاء الابرياء.

إذا لا سبيل للحديث عن اهلية قلب تونس الى الحكم نتيجة لنجاحه في اختبار الوطنية والصلاح، والاّ لتحّولنا إلى سفهاء تماما كالكونغرس، الذي يصنّف الكيانات ويشطبها من لائحة الإرهاب وفق استسلامها ووفق توصيات منظمة ايباك، ايضا لا سبيل للحديث عن اهلية غالبية الاحزاب الاخرى، الكل يحمل الشر ويضمره، تختلف المواضع ليس إلا، هذا يحمله في وجه والآخر في قفاه، هذا يهيج في الشتاء والآخر في الصيف وغيرهم تخصص في تنغيص ربيع الشعوب، خاصة العربية منها، كلهم يضحكون من فساد بعضهم، حتى الذين نجوا من تهمة السيستام سقطوا في امتحان الجملي، والذي لم يقطع الطريق عن المرزوقي سنة 2014، قطعه على النهضة في 2019.

رغم طوفان الكراهية والمؤامرات على الثورات العربية والحنين للاحذية السميكة والبدلات الخضراء، كان ما يزال فينا بعض أمل يدفعنا لنمني أنفسنا بأحزاب ثورية، حتى إذا وقع السيستام ودقت ساعة الحكومة الثورية سقطت كل أوراق التوت ومن فرط انكشاف العورات اضطر الجميع الى اعادة الوضوء! كان دوي سقطة الثورجوطابل، أعظم من دوي سقطة السيستام.

ها نحن اليوم وحتى بعد السقطتين يصر البعض على العودة بنا الى مناخات 2014، حين كانوا يشنعون بالنهضة لأنها بصدد التوافق مع السيستام الذي جاءت به الجبهة الشعبية والاتحاد وبقية الطيف! حينها كان البعض يتحدث عن ضرورة ذهاب النهضة إلى المعارضة والتخندق مع أحزاب “الثورة” مثل الجبهة الشعبية المدعومة حينها من سامي الطاهري وبوعلي البماركي وسائر جنرالات ومشيرات البطحاء!!!

أي نعم يا سادة كانوا يعتبرون ان الذين هددوا بقتل 20 الف من النهضة وذهبوا إلى بشار كي يدخل بهم وطالبوا باستنساخ سيسي او نقيب او حتى عريف أو رقيب لتونس، كانوا يعتبرونهم من الثورة وعلى النهضة أن تتحالف معهم في الحكومة، وهم الذين طردوا حزب القطب من الجبهة لان رياض بن فضل التقى علي العريض!!!!! بينما القروي والغرياني والسبسي وحتى سلمى اللومي مستعدون الى احتضان علي العريض وتقبيله إذا لزم الأمر، ولن يراجعهم السيستام ولو ببنت شفة.

في المحصلة علينا أن ننتهي من اسطوانة حكومة الصلاح والإصلاح الوطني، لأن التشكيلات الحزبية المعنية بحكومة الفخفاخ فيها من ينسجم فقط مع الحروب الأهلية، وفيها من على استعداد ليهب تونس الى مجرم الحرب السفاح محمود الورفلي، والذين رفعوا الفيتو في وجه بعض الشخصيات واقروا الفخفاخ هم من نفذوا 30 الف اضراب في وقت قياسي، علينا ان نقنع بأن الحراك حول حكومة الفخفاخ لا يخرج عن التوازنات ومعارك التموقع من أجل البطش أو النجاة، والشاطر ليس من حسّن عقلية الانقلابات وشنع فقط بالمقرونة، بل الشاطر من يُحسن إدارة كل ذلك الزخم من المخاطر والمؤامرات والتحالفات والحفريات التحتية والجانبية الجوفية، ثم في الأخير يدفع باتجاه استكمال التجربة وبقاء الثورة على السكة مع تجنب الانتحار الابله.

عندما ندرك ان عبير ونبيل هما رأس الحربة في معركة إسقاط حكومة الجملي، وان بقية النسيج كانوا بمثابة كتيبة الاقتحام، حينها نوقن أن كل هذا الضجيج حول حكومة الفخفاخ إنما هو لإدارة موارد المعركة وتصريف القوة وهي عمليات تموقع رهيبة وتحالفات تجري بإيقاعات جنونية وعلى مدار الساعة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here