تحصل الكاتب التونسي كمال الرياحي على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة وهي جائزة عربية عريقة تعنى بالأدب الذاتي الرحلي قديمه وحديثه. وقد توج الرياحي في قسم اليوميات بمخطوط كتابه “واحد صفر للقتيل”، وهو يوميات كتبها الرياحي في الجزائر أثناء اقامته بها سنة 2009 و2010، وهي فترة خطيرة سبقت التحولات الجيوسياسية نتيجة الانتفاضات الشعبية العربية.
وقد أعلنت الخبر وزارة الثقافة المغربية في ييان مفصل على موقعها عن الجائزة وأسماء الفائزين بها هذا العام.
وكمال الرياحي إلى جانب كتاباته الروائية والنقدية في عالم الاداب والفنون ينشغل من سنوات بالادب الذاتي من سيرة ذاتية ويوميات وتخييل ذاتي، وقد خصص اهتمامه منذ مدة بالتعريف بجنس اليوميات عبر سلسلة من المقالات المهمة حول هذا الجنس وكتابته ليومياته وآخرها “يوميات ليزا” وهي يومياته مع ابنته، فلم يكن ظهور هذا الكتاب الفائز مستغربا خاصة لما تحققه يومياته من انتشار واهتمام عل صفحته وموقع ورشته بيت الخيال التي خصصها هذا العام لكتابة اليوميات والتعريف بها.
من المنتظر ان تظهر اليوميات الفائزة في دار المتوسط/ايطاليا خلال شهر. وهي يوميات ستمثل حدثا بسبب جرأتها وقيمتها كما وصفها الناقد الجزائري لونيس بن علي، وهي تكشف فترة خطيرة من حياة الكاتب وفترة معقدة من تاريخ الشعوب العربية.
وكانت جائزة ابن بطوطة قد أنجزت دورتها الأولى في مطلع عام 2003، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.
تصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة وسلسلة “سندباد الجديد” للرحلة المعاصرة، واليوميات في سلسلة “اليوميات”، والدراسة في سلسلة “دراسات في الأدب الجغرافي” وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت.
أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.
توزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقامان في النصف الأول من العام القادم، في بلدين عربيين هما المغرب والإمارات: أواسط الشهر الثاني في المعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال المغربية ما بين 8 و18 شباط/فبراير المقبل (المغرب) وأوائل الشهر الرابع (الإمارات)، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ويرافق الاحتفالين ندوة ومعرض حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين ويرافقهما معرض كتاب لمنشورات مشروع “ارتياد الآفاق” تحت عنوان “الرحلة العربية في ألف عام”.
وفاز كمال الرياحي بجائزة القصة العربية سنة 2005 وجائزة الكومار الذهبي لأفضل رواية تونسية سنة 2007 عن روايته المشرط وجائزة هاي فيستفال 2009 وجائزة اكاديميا لافضل برنامج ثقافي تونسي سنة 2015 عن برنامجه التلفزيوني بيت الخيال وتأتي جائزة ابن بطوطة 2017 لتؤكد مسارا أدبيا واعلاميا ناجحا لصاحب روايات “عشيقات النذل”، “الغوريلا” و”المشرط”.