أفريقيا برس – تونس. أسدل الستار على أغلب الأعمال الدرامية الرمضانية على القنوات التونسية، كان آخرها مسلسل “رقوج الكنز”، الذي اختتم عرضه مساء السبت على قناة “نسمة الجديدة”. وحقق المسلسل نجاحا لافتا ونال إشادة النقاد والجمهور، كما أسهم في تحقيق القناة عائدات مالية كبيرة من الإعلانات التجارية.
واعتبر العديد من النقاد والمشاهدين أن هذا العمل يشكل نقلة نوعية في الدراما التونسية، حيث كتب الناقد أمير محمد ثامر: “مسلسل رقوج الكنز للمخرج عبد الحميد بوشناق هو بلا شك أحد أبرز الأعمال الرمضانية لهذا العام. يجمع بين الإبداع السردي، والتميز البصري، والأداء القوي، مما يجعله تجربة تلفزيونية فريدة تستحق كل الإشادة. عمل متكامل يعكس رؤية فنية راقية، ويؤكد مرة أخرى قدرة الدراما التونسية على تقديم محتوى استثنائي”.
قناة “نسمة الجديدة” كانت الرابح الأكبر في الموسم الدرامي، خاصة بعد النجاح الكبير لسلسلة “صاحبك راجل” للمخرج قيس شقير، التي تصدرت نسب المشاهدة في النصف الأول من رمضان، ووفرت للقناة إيرادات ضخمة من الإعلانات.
أما التلفزيون التونسي، فقد عاد بقوة هذا العام، حيث قدم مجموعة من الأعمال الدرامية لاقت نجاحاً لافتاً، من بينها سلسلة “هريسة لاند” للمخرج زياد ليتيم، التي اعتبرها النقاد جريئة في طرحها لقضية الفساد المستشري في الإدارة التونسية. كما حقق مسلسل “ياسمين وفل” للمخرج نبيل بالسيدة نجاحاً معقولًا. إلا أن العمل الأبرز للتلفزيون التونسي كان مسلسل “رافل” للمخرج ربيع التكالي، والذي حظي بإشادة واسعة، مما عزز مكانة القناة في المنافسة. في المقابل، لم يحقق مسلسل “وادي الباي” للمخرجة راوية مرموش التوقعات المرجوة، حيث رأى النقاد أنه يعاني من ضعف في البناء الدرامي ووجود العديد من الأخطاء.
قناة “الحوار التونسي”، التي لطالما تصدرت نسب المشاهدة بين القنوات التونسية خلال شهر رمضان، شهدت هذا العام تراجعاً ملحوظاً، رغم نجاح مسلسل “الفتنة” للمخرجة سوسن الجمني. أما قناة “تلفزة تي في”، فقد سجلت حضوراً جيداً من خلال مسلسل “الزعيم” للمخرج حمدي الجويني، الذي لاقى قبولًا لدى الجمهور.
على عكس السنوات السابقة، اختارت بعض القنوات التونسية الخاصة عدم الدخول في سباق الأعمال الدرامية هذا العام. قنوات “التاسعة” و”قرطاج+” و”حنبعل تي في”، التي كانت تقدم أعمالاً ناجحة، اكتفت هذا العام بعرض مسلسلات عربية وتركية قديمة. أما قنوات “تونسنا”، “الجنوبية”، و”الإنسان”، فقد واصلت غيابها عن المشهد الرمضاني، مكتفية بإعادة بث برامج ومسلسلات قديمة من دون إنتاج جديد.
يشهد سوق الإعلانات في القنوات التونسية ازدهاراً كبيراً خلال شهر رمضان، حيث تُقدّر الحقيبة المالية السنوية للإعلانات التجارية في تونس بـ230 مليون دينار تونسي (حوالي 75 مليون دولار أميركي)، يتم إنفاق ما بين 60% و80% منها خلال هذا الشهر، الذي يُعد موسم الذروة للإعلانات التلفزيونية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس