منير الطرودي: أسطول الصمود يحرج الاحتلال والفن يوقظ الضمائر

8
منير الطرودي: أسطول الصمود يحرج الاحتلال والفن يوقظ الضمائر
منير الطرودي: أسطول الصمود يحرج الاحتلال والفن يوقظ الضمائر

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. الفن هو شعلة النور التي توقظ ضمائر العالم”، بهذه الجملة عبّر الفنان التونسي منير الطرودي، وهو أحد المشاركين في أسطول الصمود، في حواره مع “أفريقيا برس”، عن أهمية الفن في الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واعتبر أن “أسطول الصمود من شأنه أن يحرج الكيان الصهيوني أمام كل العالم، في ظل استمرار حرب الإبادة والتجويع في القطاع”، مضيفًا أن “مثل هذه المبادرات التضامنية تساهم في رفع معنويات أهلنا في غزة، خاصة مع تواصل تخاذل الأنظمة العربية”، وفق تقديره.

وأوضح أن “كل المشاركين في الأسطول خضعوا لتدريبات مكثفة، وأنهم مستعدون لكل السيناريوهات المحتملة”، لافتًا إلى أن “أسطول الصمود أتاح له الفرصة للقيام بدور نضالي والدفاع عن القضية الأم، التي تعكس هويته الفنية والإنسانية”.

ومنير الطرودي هو فنان تونسي عُرف باختياره للفن الهادف والملتزم، كما اشتهر بمشاركته في عرض “الزيارة” لسامي اللجمي. وهو متحصّل على شهادة في الموسيقى العربية سنة 1998، وتم اكتشافه من قبل الفاضل الجزيري في عرض “الحضرة” سنة 1994. وفي عام 2000 كوّن مجموعة “ناجوز” التي جمعت بين التأثيرات الصوفية وموسيقى الجاز والبدوي. كما شارك في عدة ألبومات مثل “عازف البوق” مع إيريك تروفاز، وألبوم “يحدث” في مهرجان الجاز بطبرقة سنة 2000، وشارك أيضًا في مهرجان مونتريال الدولي للجاز عام 2005.

وقد أصدر ثلاثة ألبومات: فرس النبي (2002)، سلوى (2005) وتواصل (2010).

لماذا اخترت المشاركة في أسطول الصمود لكسر الحصار، وأي تأثير لمثل هذه المبادرات على واقع الحرب في غزة؟

أولا، هذه المبادرة هي امتداد لمبادرات تضامنية أخرى كنا قد شاركنا فيها في الفترة الأخيرة مثل مبادرة قافلة الصمود البرية، وفي الواقع فأنا منخرط منذ الصغر في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية، وأعتبر مشاركتي في أسطول الصمود امتدادا لدعمي لفلسطين، التي انحاز إليها منذ بداية مشواري وطريقي الفني، كانت أولى مشاركتي الفنية في فرقة ملتزمة، أي أن النهج الذي اخترته من البداية هو نهج الأغنية الملتزمة والانحياز للقضايا العادلة.

وفي نفس التمشي، أجد نفسي مشاركا ومتطوعا في مبادرات التضامن مع فلسطين، وكما ذكرت، أسطول الصمود هو امتداد لقافلة الصمود، التي تم منعها برا في سرت الليبية، لذلك قررنا العبور إلى غزة بحرا هذه المرة، سفينة حنظلة كانت بمثابة جس لنبض الكيان الصهيوني وردة فعله، وقد تعلمنا منها الكثير، ودرسنا تداعيات التحرك في البحر، وقد تكاثفت الجهود مع السفن الأخرى لأحرار العالم حتى نحقق هدفنا في كسر الحصار، وسيكون لذلك تأثير ووقع كبير على مجريات الحرب في غزة، سنقوم بإحراج حكومة الاحتلال والضغط عليها، كما سيكون لتحركاتنا تداعيات اقتصادية سلبية على هذا الكيان، وبرأيي مثل هذه المبادرات تساهم في رفع معنويات أهلنا في غزة خاصة وسط استمرار تخاذل الأنظمة العربية.

أي أهمية للفن في نشر الوعي العربي والعالمي بخصوص القضية الفلسطينية؟

طبعا الفن هو شعلة النور التي توقظ ضمائر العالم، وتحث على روح التمرد والمقاومة ولنا أمثلة كثيرة في العصر الحالي، وحتى في العصر القديم نجد أمثلة على ذلك مثل شعراء العرب، الذين كانوا لسان الرفض ولسان الشعب ولسان الحرية، لقد غردوا خارج السرب وأحدثوا فوارق كبيرة في عصرهم، في اعتقادي الفن هو هبة من الله، ليكون الفنان صوت الشعب وضميره، وحتى يتحمل مسؤولية الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

كيف كان تعاون السلطات التونسية مع أسطول الصمود؟ عاني الكثير وحارب نيابة عن الأمة.

في الواقع لمسنا تفاعلا ايجابيا من قبل السلطات التونسية وذلك منذ تجربتنا الأولى في قافلة الصمود، واليوم هناك تنسيق ودعم وتفهم لمبادرتنا خاصة أنه ليس لنا خبرات في مجال الموانئ، لسنا مختصون في ذلك، لكن اختصاصنا الوحيد أننا نقوم بمبادرات إنسانية لكسر الحصار ودعم أهلنا في غزة، وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي، وفي موقع المتفرج فقط. ونأمل أن يكون هناك تفهم لقلة حيلتنا وخبرتنا في المجال التنظيمي الخاص بالقوافل البحرية.

ماذا عن المخاطر الأمنية التي قد تعترض الأسطول مثل الاعتقال أو مهاجمتها من قبل الكيان الصهيوني، كيف استعددتم لمثل هذا السيناريو؟

لقد قمنا بتدريبات وتحضيرات نأمل أن تكون كافية، ولكن نحن مستعدون لكل شيء وللسيناريو الأسوأ، الكيان الصهيوني لا يراعي الإنسانية، هو كيان مجرم، لكننا ركزنا في تدريباتنا على أن نتصرف بسلمية حتى نجنب الكيان الصهيوني أي ردة فعل، فهو ينتظر مثل هذه الاستفزازات كي يشرعن عربدته تجاهنا، لكن الحمد الله معنوياتنا مرتفعة جدا، نحن لا نخاف الموت، نحن ننتصر أو ننتصر. وهذا الكيان إلى زوال، وهذه الطمأنة لكل الشعوب الحرة، نحن فداء للشعب الفلسطيني الذي عاني الكثير وحارب نيابة عن الأمة.

على الصعيد الشخصي، ماذا تمثل المشاركة بالنسبة لك في أسطول الصمود؟

على الصعيد الشخصي، مشاركتي بأسطول الصمود تمثل فرصة لي ولكثير من أحرار العالم للدفاع عن قضية إنسانية عادلة، وأشكر الشعب الفلسطيني، الذي أتاح لي هذه الفرصة حتى أكون بريء أمام الله وأمام نفسي، لأنني لم أتخلف عن دعم وإنقاذ فلسطين ولو بمجهود بسيط، بالنسبة لي أسطول الصمود أتاح لي الفرصة للقيام بدور نضالي والدفاع عن القضية الأم، ونأمل أن ننجح في هذه التجربة، وأن نصل إلى غزة ونكسر الحصار، ويبقى الهدف الأسمى هو أن تتحرر كل فلسطين.

ما رسالتكم للشعوب العربية في ظل حالة العجز الرسمية أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي لدعم الفلسطينيين؟

رسالتي إلى الشعوب العربية هي التمرد على الأنظمة القائمة ونزع لباس المسكنة، لا بد لهذه الشعوب أن تنتفض ضد هذه الحكومات البائدة والمطبعة، التي تريد قمع شعوبها وحماية أمن إسرائيل. وأقول لكل من تخلف عن المشاركة في أسطول الصمود ومختلف المبادرات التضامنية الأخرى أنه مازالت هناك الإمكانية للالتحاق بصف الحرية والتخلص من الخزي والعار، نحن نرى أشخاص أجانب يلتحقون بنا للتضحية لأجل فلسطين فيما يتقاعس عن ذلك العرب والمسلمون، وهو ما أترجمه في إحدى أغنياني باللهجة العامية التونسية” دموعي على العرب نسكبهم”.

مع ذلك، هناك إمكانية للالتحاق بمبادرات أخرى، النضال لن يتوقف، وسائل النضال الأخرى موجودة مثل مقاطعة المنتجات والشركات المتصهينة وفضح المطبعين حتى الفنانين منهم، ومشاركة الأسطول بنقل ونشر أخباره لإرباك الصهاينة، باب الاجتهاد مفتوح للضغط على الكيان ووسائل دعم المقاومة متوفرة، لم يعد هناك مبرر للتخاذل، كل الوسائل متاحة لدعم القضية الفلسطينية، هذه نصيحتي ورسالتي للشعوب العربية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here