أفريقيا برس – تونس. اتفق وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل الجزائري، السعيد سعيود، رفقة نظيره التونسي، رشيد عامري، على إعادة تشغيل الخطوط البرية بين البلدين، مع بحث سبل تعزيز النقل البحري وتقليص مدة السفر عبر السكك الحديدية.
وجرى الاتفاق خلال محادثات أجرها سعيود، يوم الخميس، مع وزراء قطاعات الداخلية، النقل والتجهيز والإسكان التونسيين، وذلك على هامش زيارة الوزير الأول، سيفي غريب، إلى تونس، في إطار أشغال الدورة الـ23 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية–التونسية للتعاون.
وخلال الللقاء الذي حضره كبار المسؤولين من الجانبين تم تقييم ومتابعة أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مجال النقل الدولي للركاب والبضائع.
وفي هذا الإطار، تم التنويه بالتوقيع على الاتفاق التجاري بين الشركة الوطنية الاقتصادية الجامعية للنقل والخدمات، والشركة التونسية للنقل عبر المدن، لإعادة استغلال وتشغيل خطي الجزائر العاصمة – تونس العاصمة، عنابة-تونس العاصمة، كمرحلة أولى، على أن تتبعها المرحلة الثانية لاستغلال خطي: الوادي- قفصة، تبسة- سوسة عبر القصرين.
كما تم الاتفاق عل تعزيز الربط بالسكة الحديدية واحتواء النقاط السوداء على طول المسار لتقليص مدة السفر، مع دراسة تعزيز الربط البحري للمسافرين والبضائع، وتفعيل اللجنة البحرية المشتركة لتطوير التعاون.
وخلصت المباحثات إلى عقد اجتماع سلطات الطيران المدني لدراسة المسائل التشغيلية وتعزيز التعاون التقني، صيانة الطائرات، تدريب الطيارين، وتعزيز التعاون بين شركات الطيران المدني المعمتدة في كلا البلدين.
واختتم سعيود اللقاء بالتأكيد على متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، كون كل هذه المشاريع تسهم في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في قطاع النقل.
وفي سياق متصل، وبطلب من وزير التجهيز والإسكان التونسي صلاح الزواري، أجرى سعيود لقاء تمحور حول تطوير المنشآت الطرقية وتحسين شبكة الطرق البينية بين البلدين.
وتم خلال هذا اللقاء الاتفاق على استكمال المقاطع الطرقية الحالية قيد الإنجاز والدراسة بهدف تنمية المناطق الحدودية، ترقية وعصرنة المعابر الحدودية بين البلدين واستحداث ممر اقتصادي تجاري لربط الجزائر وتونس.
كما تم التأكيد على تفعيل عمل اللجنة الفنية المشتركة للتعاون في مجال تطوير الطرقات، بالتنسيق بين وزارة الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية الجزائرية ونظيرتها وزارة التجهيز التونسية.
وفي هذا السياق، أكد سعيود على متابعة كافة ملفات التعاون الثنائي وتعزيز التنسيق مع وزارة الأشغال العمومية والقطاعات المعنية، بما يضمن تطوير شبكة الطرق الحدودية وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة.
كما أجرى سعيود لقاء مع وزير الداخلية التونسي، خالد النوري، حيث تباحث الطرفان سبل تعزيز أطر التنسيق الأمني والحدودي وتطوير أوجه التعاون الثنائي بين البلدين.
وتناول اللقاء مختلف ملفات التعاون، ليتم التأكيد على مواصلة التنسيق الأمني بين أجهزة الشرطة في كلا البلدين، وتطوير آليات العمل المشترك لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشهد اللقاء أيضا الاتفاق على تنفيذ المشاريع المبرمجة لتنمية المناطق الحدودية، وتحديث البنى التحتية بما يخدم سكان الشريط الحدودي، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة حياة المواطنين.
كما ناقش الطرفان التحديات الأمنية المرتبطة بتجارة المخدرات والمؤثرات العقلية، مع تبادل وجهات النظر حول الوضع الأمني في منطقة الساحل، علاوة على الاتفاق على تهيئة المعابر الحدودية وفق المعايير الدولية، واعتماد أنظمة رقمية حديثة لتعزيز المراقبة وتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع.
وشمل الاتفاق إحداث لجنة مشتركة تضم خبراء من الجانبين لتقييم التوصيات والمقترحات المتعلقة بالمناطق الحدودية، ومتابعة تنفيذ المشاريع، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي ختام اللقاء, أكد سعيود على ضرورة الانتقال من الاتفاق إلى التنفيذ الميداني، مشددا على جاهزية قطاعه لاتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بتجسيد ما تم الاتفاق عليه، بما يعزز الأمن الحدودي ويرفع من مستوى التعاون الثنائي بين الجزائر وتونس.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس





