الجالية التونسية بألمانيا بين التهميش والتوظيف

44

لست هنا بصدد القيام بدراسة أكاديمية ولا ببحث علمي يلامس واقع الجالية التونسية بألمانيا ومشاغلها وإنما بصدد الوقوف عند بعض الأحداث التي تطرأ بين الحين والآخر وما يرافقها من مشاعر الحزن والألم والذنب مما يجعل اهتماماتنا أكثر انفتاحا على واقع جاليتنا بالمهجر خاصة عندما ترتبط الأزمات بالأديولوجيا ومحاولات التوظيف السياسي لتنتقل بقوة الإستبلاه والإستغفال إلى العبثية الفكرية مدعومة بصورة إعلامية مشوهة تقف وراءها أطراف مشبوهة تبحث عن المتوقع في ساحات النظال.

هذا الوضع والوصف الهمجي في نقل الخبر يرتكز على مسألتين مهمتين: أولاها استثمار الحدث للدعاية والتجييش وثانيها لعب دور الزعيم للتوجيه والإرشاد.

ولا غرابة إذا عندما تصطدم الجالية التونسية بواقعة كحرق تونسي بعد أن وافته المنية بالمستشفى الجامعي بفرانكفورت منذ ما يناهز أسبوعين في ظل غياب تام لأي توضيح من مؤسسات الدولة والهيئات الراعية بالمهجر أن تقع في مطبات التوظيف السياسي للفكر بما ينعكس سلبا على المصالح العليا للوطن .

لقد شكلت هذه الحادثة اختبارا جديدا لمؤسسات الدولة في التعامل مع الأحداث كان لحادثة برلين الإرهابية وقع الصدمة في نفوس أبناء الجالية خاصة بعد أن استغلتها بعض وسائل الإعلام الألمانية لتشويه صورة تونس في ظل غياب إعلامي وطني بديل يواجه الحملة ، ثم جاءت عملية الحرق للمواطن التونسي فرج رحومة لتبرز من جديد حالة الفشل الذريع للمؤسسات.

حالة مأساوية أخرى مظهرها الحرق وجوهرها تهميش واستهتار بكرامة التونسي بالمهجر، مما يؤكد حالة من الفوضى والترهل لمؤسسات الدولة وضياع للنخب بين التشكل الحزبي وموت الضمير.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here