مقتل 13شخصاً وإصابة 20 آخرين في حادث سير بسيدي بوزيد

61

استفاق التونسيون، صباح السبت، على فاجعة جديدة بوفاة 12 عاملة فلاحة وجرح 20 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حادث سير خطير في منطقة السبالة بمحافظة سيدي بوزيد.

وفي السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات الحرس الوطني في تونس، العقيد حسام الدين الجبابلي لـ”العربي الجديد”، وفاة 13 شخصاً إثر حادث اصطدام مروع لشاحنة تقل عاملات في الفلاحة بشاحنة أخرى مخصصة لنقل الدجاج في منطقة السبالة بمحافظة سيدي بوزيد، اليوم السبت.

فيما قال مدير الحماية المدنية بسيدي بوزيد، العقيد محمد الجوادي، إنه تم تسجيل وفاة 12 عاملة في المجال الفلاحي وإصابة 20 آخرين في حادث المرور بمعتمدية السبالة من محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد.

وأشار في تصريح لـ”العربي الجديد” إلى أن سيارات الإسعاف والحماية المدنية تولت نقل 11 ضحية ماتوا في عين المكان إلى المستشفى المحلي بالسبالة، فيما نقلت أخرى إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد وتوفيت هناك.

ووصف المسؤول حادث المرور بالمروع جدا، والذي سقط خلاله أكثر من 30 شخصا يعملون في المجال الفلاحي بين قتلى ومصابين، وسخرت له 7 سيارات إسعاف طبية وسيارات الحماية المدنية لنقل الضحايا والمصابين لتلقي العلاج.

ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من وقوع حادث مروري مماثل في محافظة القيروان وسط غرب البلاد، أصيبت خلاله 9 عاملات فلاحة تم نقلهن إلى المستشفى الجهوي بالمنطقة.

ودعا عضو منتدى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، رمضان بن عمر، الحكومة التونسية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة، والبحث والتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة من خلال تتبع مخالفي القانون الذين يواصلون نقل عاملات الفلاحة في وسائل نقل غير مخصصة للغرض.

وأضاف لـ”العربي الجديد”، أنّ الحكومة مطالبة بإلزام جميع الأطراف والمشغلين باحترام العلاقات الشغلية التي يكفلها الدستور، وضمان حق الشغل والأجر اللائق والحماية والتغطية الاجتماعية التي يفرضها القانون التونسي والمواثيق الدولية للشغل ولحقوق الإنسان.

ورجح الخبير أن عدد الوفيات في حوادث مماثلة بلغ ما يناهز 35 وفاة وقرابة 500 إصابة في صفوف نساء عاملات في القطاع الفلاحي، بسبب ظروف النقل غير الآمن خلال السنوات الأربع الأخيرة، أي بمعدل 8 إلى 9 وفيات سنويا جراء الحوادث.

ودعا إلى وضع خطة شاملة لوقف جميع مظاهر التشغيل الهش للنساء في القطاع الفلاحي، والالتفات أكثر إلى هذه الفئة المهمشة والهشة في الاقتصاد الوطني.

واهتزّ التونسيون للحادث المروع الذي جد في محافظة سيدي بوزيد رمز الثورة التونسية ومهدها، إذ وصفوا الضحايا من النسوة الكادحات بالشهيدات وبأيقونات النضال من أجل الكرامة ولقمة العيش الشريف في محافظة ما زالت تعيش صعوبات في التنمية والتشغيل.

ووصف مراقبون الحادث بالموت الجماعي الذي عرى من جديد ظروف عمل المرأة التونسية في المجال الفلاحي ومدى الانتهاكات والاستغلال الاقتصادي، في غياب كامل للحماية الاجتماعية والتغطية والتأمين على الحياة، من خلال تكرر استعمال شاحنات الموت لنقل الفلاحات وعمال الحضائر (عمال بعقود مؤقتة) دون أدنى حماية أو رعاية.

وتتزامن الفاجعة مع توجيه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بالأمس، وزراءه نحو مختلف محافظات البلاد بهدف مناقشة مشاكل النقل ليصدموا بكارثة وطنية جيشت مشاعر التونسيين وعمقت آلامهم.

وطالب التونسيون في مواقع التواصل الاجتماعي، بمحاسبة الجناة وإعلان الحداد الوطني، فيما دعا آخرون إلى إقالة محافظ سيدي بوزيد ووزيري الفلاحة والنقل، وذهب البعض الآخر إلى مساءلة رئيس الحكومة أمام البرلمان وتكوين لجنة تحقيق في الغرض.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here