ساعتها وحين التقى الجمعان! كان حفيظ حفيظ في جحر الأرز! بينما كان سيف الدين مخلوف في خندق العز..

65

نصرالدين السويلمي

سأضطر الى استدعاء فقرة من حوار أجريته مع رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي، تطرق فيه الى فعاليات الانقلاب الجنائزي بعد أن استحال الانقلاب العسكري، افعل ذلك لان الكثير من أدعياء النضال او من اصحاب حمى المراهقة النضالية، اطربته الاحداث هذه الأيام ، فأصبحوا يسبون الماضي، بل منهم من اعتبر المرحلة التي سبقت ثورة سبعطاش ديسمبر لا تختلف عن مرحلة 7 نوفمبر! هؤلاء الذين انتشوا بإقالة وزير الخارجية ساعات قبل انتهاء مهامه، عليهم أن يدرسوا ملحمة الصمود، عليهم أن يتعلموا بأدب وتواضع ، كيف قاد ثوار سبعطاش ديسمبر معركة تكسير العظم مع الثورة المضادة، عليهم أن يذاكروا بعناية جميع فصول العام “2013”، تلك السنة التي سقطت فيها ثورة 25 يناير في مصر، وجمع الضبع الاماراتي معدات الجريمة من أرض الكنانة، وأبرق إلى غلمانه وجواريه في تونس يندبهم إلى الحرب، ساعتها وحين التقى الجمعان، كان حفيظ حفيظ في خندق الأرز بينما كان سيف الدين مخلوف في خندق العز..

جاء في حوار حمادي الجبالي : “الاغتيال هو عملية سياسية تهدف الى ارباك البلاد ومن ثم إسقاط النهضة وهم قالوها “نحن مستعدون لأي ثمن” وهذا هو الثمن ، يتعلق الأمر بالاغتيال الاول والاغتيال الثاني ، الاغتيال الأول لم ينجح في أهدافه فجاء الاغتيال الثاني وهي عملية بمثابة التضحية بأشخاص لإرباك الوضع والإطاحة بالنهضة ، هذه قناعتي العميقة ، كان الهدف إدخال البلاد في فوضى من خلالها يتم ايجاد مشهد آخر ، لقد سارعوا الى تحميل النهضة مسؤولية الاغتيال ، ثم التقت كل الأطراف في بيت حمة الهمامي واتفقت على أنها الفرصة المناسبة للإطاحة بالحكومة والترويكا.

شرعوا في الحديث عن جنازة مليونية وبدأت التحركات في كل الولايات وكان من المبرمج أن تكون الجنازة مناسبة للزحف على 3 مؤسسات الداخلية والقصبة وباردو ، تدخلت وسائل الإعلام للحديث عن مليونية في حين كان العدد الحقيقى 37 ألف ، ثم استدعوا الجيش للتحرك ، كانت رغبتهم فاشية ولا ديمقراطية ، لقد خططوا للزحف حلى مقرات الولايات واحتلالها .

كل ما قاموا به بني على الاغتيال ، اتهام النهضة وعزلها ومحاسبتها كلها تدخل في إطار الاطاحة بهذه التجربة ، ولأنهم يعلمون خطورة الوضع شرعوا في إسكات كل من يهم بالحديث ، آخرهم معز بن غربية الذي اقترب من منطقة الخطر فاسكتوه . سيأتي الوقت الذي يفضحون فيه بعضهم البعض ولن يكون هذا الوقت بعيدا ”

تلك شهادة رئيس الحكومة الذي دارت في عهده المؤامرة، شهادة تؤكد أنه لولا أحرار سبعطاش ديسمبر ورجال حماية الثورة وترويكا الصمود، لكنّا اليوم نبكي بدموع الدم على قبر الثورة، مثلما تبكي مصر على قبر ثورتها بدموع من نا، لولا ڨليّب سبعطاش ديسمبر لكان اليوم بعض صعاليك التثورج، يتمتعون بمزايا المواطن المستقر، تماما كما رديفهم حمدين صباحي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here