هل یکون شورو مرشح النهضة الى رئاسة الجمهورية؟

الصادق شورو سيكون مرشح حركة النهضة الى رئاسة الجمهورية، هذا اذا قررت النهضة ان ترشح الرجل الرباني الطيب صاحب الرصيد الناصع، صاحب التربية الدينية وايضا صاحب الرصيد العلمي في أعلى مراتبه “دكتوراه”، مانديلا تونس الرجل الذي لا يحسن يحقد ولا يحسن ينتقم بل ولا يحسن يكره، وربما اكثر رجال تونس مظلمة واكثرهم صمودا.

لكن يبدو ان النهضة لا تراهن فقط على الرجل النظيف المناضل الخلوق، يبدو ان توازنات اخرى تفرض نفسها بإلحاح، بل تقضم من الارصدة الاخلاقية لصالح ارصدة الواقعية، لذلك يجب ان ننتبه الى خطاب بدأ يتجول او يتسكع في الفضاء الافتراضي، هذا انضف واحد في تونس ، هذا الأكثر ثورية، هذا أسد الميادين، هذا أيقونة الثورة والآخر يد الثورة التي تبطش بها وذاك عينها التي ترى بها..

كل ذلك من بديعيات الثورة ومحسّناتها ومحاسنها، كل الذين نافحوا عن سبعطاش بأقلامهم وألسنتهم وأموالهم وأجسادهم وحياتهم، سيُحفظ لهم ذلك في رصيد الشرف وليس بالضرورة في ارصدة القصور، ولا يجب ان نستهتر بحواريي المارد السبعطاشي وتضحياتهم وثباتهم ساعة العسرة، فهم والحمد لله اكثر من ان نجازيهم بتاج قرطاج، لكن يمكن بالتأكيد ان يسعهم وسام الوطن وتاج الوطنية.

اذا تحدثنا عن أبناء النهضة، فعليهم التوقف عن نثر التأييد هنا وهناك، عليهم بعقلنة الوشائج وتسخير كل تلك العواطف المبعثرة لصالح فكرة استراتيجية، تخدم التجربة وتخدم العمق وتخدم صيرورة المسار وتدعم الثورة من خلال تشتيت التجمعات المعادية لسبعطاش ديسمبر، وجب التنسيق مع المؤسسات التي تدربت على المشي في حقول الألغام وتحسست الارضية وفقهت الكثير من كواليسها وما وراء كواليسها، على أبناء النهضة التوقف عن تحريك عواطفهم بأشكال عشوائية، والعودة الى المؤسسات إما بالضغط عليها لكي تستجيب لنفحات القواعد او بالعودة اليها للالتفاف حول فكرتها التي خصبتها حسابات دقيقة وشاملة، ومرت بالقراءات السبع وربما العشر بما فيها الغريب، ليس المهم ان تصدر القواعد على المؤسسات او العكس، المهم ان تتحرك النهضة نحو خيارها بجرمها الكامل الغير منقوص حتى تحسّن شروط النجاح وتصنع الفارق وتحدث التوازن.

أما اذا تعلق الامر بالقوى الثورية ككل فعليها ان تشرع في حسم امرها، وتتعظ من جماهير الجار الجزائري التي سيرت مسيرات مليونية بشكل رائع، من خلال صناعة حالة توافق اعجازي في فضاءات افتراضية، وابتعدت بها عن الفردية والاندفاع والعواطف المجانية، يتحتم على قوى الثورة ان توحد مرشحها، وتبتعد عن العنتريات وتشرع في تجفيف منابع الجفاء بين مكوناتها، تمهيدا لتصعيد أحد الشخصيات الوازنة ومن ثم بناء استراتيجية دعائية حمّالة، حتى إذا انتهت من كل ذلك عليها ان تبقى متحفزة لقرار نهضاوي قد يعزف على فلسفة التوازنات حين تكون العروض ضعيفة، حينها ستجد الكتلة النهضاوية مرشح الثورة و قد انهى استعداداته وما عليها الى مرافقته الى صندوق الاقتراع، وكل ما كان التوافق حول مرشح الثورة أوسع وتحكمه الواقعية، كل ما زاد الضغط على النهضة، واستدرجت القواعد النهضاوية مؤسساتها نحو خيار المجازفات الحلوة على حساب الاستقرار المر.

انتبهوا، تلك الشهوات المتراقصة في جيوب الفضاء الافتراضي، وتلك العواطف الفردية او العشارية، التي تكبّن افتراضيا حول هذا المترشح وذاك، ما كان لها متفرقة ان تجابه مكينة مدججة بالمال والمكر وأطنان التحايل، حكمت تونس فأذلتها لعقود طوال، انتبهوا إنه فخ! تلك ليست فتاة هوى مبتدئة يكفيها دينار او بيت شعر لنزار..تلك غانية موسادية التكوين ماسونية الجينات، تعصف بالدول ناهيك عن تجمعات العشق العشوائي..تجمعوا وعُوا يرحمكم الله.

ثم أما بعد.. وحتى لا تعقدوا ألوية الشرف في كراسي الحكم، تذكروا جيدا أن محمد الدغباجي لم يتوج نضاله بدخول قصور تونس ولا حتى معتمدياتها وبلدياتها، وانه ودّع قبل ان يشبع من الكسرة وليس من السلطة، تذكروا أن الوفاء للثورة لا يقود الى قصور الدولة، إنما يقود الى موتة شريفة في زحمة الاحرار، القدم بالقدم، المنكب بالمنكب، سدوا الخلل ،لينوا بأيدي إخوانكم ، لا تذروا فرجات للثورة المضادة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here