قال الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي ان “هناك محاولة مرة اخرى لدفع الانتخابات القادمة نحو الاستقطاب الثنائي ويجب على الاحزاب الديمقراطية ان لا تقع في هذا الفخ مجددا كما حصل في انتخابات 2014 “.
واضاف في تصريح ل(وات) خلال الجلسة الافتتاحية لأيّام “ميّة الجريبي لريادة النساء”، التي انطلقت عشية الجمعة بالقيروان، ببادرة من جمعية “سوا للمتوسط”، تحت عنوان “نساء رائدات في الحياة العامّة وفي السياسة عبر التاريخ”، أنّه يجب على المعارضة الديمقراطية ان تبادر مبكرا الى طرح حلولها وبدائلها حتى تكون سبّاقة في تغيير الاتجاه العام للنقاش بالبلاد.
وأكد على ضرورة أن تقلب الأحزاب الديمقراطية المعادلة بأن تطرح القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الطاولة وأن يكون التنافس على البدائل الحقيقية بعيدا عما يجري من استقطاب ثنائي وايديولوجي.
ولاحظ ان التونسيين أجمعوا على أنّ منظومة الحكم في تونس أخفقت في إدارة البلاد وفي حل المشاكل المطروحة وفي التخفيف من وطأة الحياة اليومية للمواطن التونسي وهي في حاجة اليوم الى بديل، محملا المعارضة الديمقراطية مهمّة ايجاد هذا الدور البديل.
واعتبر ان تونس بعد 8 سنوات من الثورة مازالت في نفس الموقع وهي تعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية ووضع سياسي هش رغم كل ما تحقق من مكاسب ولذلك يجب ان تكون السنة الانتخابية بعيدة عن التجاذبات وعن الصراعات الايديولوجية لأجل مصلحة البلاد.
وبخصوص الانتخابات المقبلة أكد عصام الشابي ان الحزب الجمهوري دخل في مرحلة الاستعدادات لهذا الموعد عبر التقدم في قائماته الخاصة الى الانتخابات التشريعية مشيرا الى ان الايادي في نفس الوقت ممدودة لكل المبادرات الجدية لتوحيد الديمقراطيين.
وافاد ان الحزب سعى منذ اكثر من عام الى الاتصال بكل الديمقراطيين في تونس من اجل الوصول الى تكوين كتلة انتخابية تقدمية تكون قادرة على تقديم عرض جدي يتيح فتح الامل امام التونسيين وبشان الانتخابات الرئاسية افاد ان الحزب الجمهوري يتجه نحو عدم تقديم مرشح من الحزب وسيسعى الى توحيد الجهود مع الشخصيات والاحزاب التقدمية من اجل الاتفاق على مرشح وحيد لتجنب الانقسامات التي شهدتها الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 .
يشار الى الى انه تم تخصيص الجلسة الافتتاحية لايام مية الجريبي لريادة النساء للتذكير بنضالاتها وبمناقبها طيلة مسيرتها السياسية وما عانته من قمع خلال فترة النظام السابق جراء مواقفها، التي جعلت منها رمزا للكلمة الحرة والثبات على المبدا والتفاني في خدمة تونس وتم خلال اللقاء عرض شريط يوثق مسيرة ميّة الجريبي.
وتحدث احمد نجيب الشابي، بالخصوص، عن مواقف ميّة الجريبي من العدوان الامريكي على العراق واشرافها عل حملات التبرع بالأدوية خلال الحصار وقال ان “الشجاعة كانت سمة ملازمة لميّة الى جانب تحليها بروح التضحية وبالتفاني في خدمة الغير “ولفت بالخصوص الى مساهمتها في مساعدة عائلة احد سجناء الحوض المنجمي وتعهدها بعلاج والده رغم ما شهدته تلك الفترة من قمع بوليسي.
واقترح الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء، رشيد خشانة، باعتباره عرف الفقيدة عن قرب خلال مسيرتها النضالية، الى اطلاق اسم ميّة الجريبي على احد الشوارع في تونس وفي مدينة رادس وعلى المدرسة، التي تعلمت فيها.
وقدم لمحة مسيرتها الدراسية ونضالها كطالبة في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس بالاضافة الى تجربتها الصحفية عقب تخرجها من كلية العلوم بصفاقس ، بين في جريدة “الراي” كما تطرق الى تواجدها المستمر في الصف الاول في كل المحطات السياسية التي عرفتها تونس بين 1984 و2011 يذكر ان اشغال الملتقى تتواصل الى غد السبت وسيتم خلالها بالخصوص تقديم جملة من المداخلات، التي تتعلق بتاريخ المناضلات التونسيات واثرهن في الحركة التنويرية والتقدمية.