موقع أوريون 21 الفرنسي: حركة التاريخ جعلت الغنوشي في مستوى ”رئيس دولة” دون قصد منه, وهذا ما يميّزه عن أردوغان…

51

نشر موقع أوريون 21 الفرنسي مقالا تحت عنوان

Turquie-Tunisie. Deux expériences de « pouvoir islamiste

قارن فيه بين تجربة حركة النهضة التونسية و تحربة حزب العدالة و التنمية التركي حيث إعتبر الموقع الفرنسي بأن مطلع الألفية قد شهد وصول أحزاب تنادي بالإسلام السياسي سواء أكان ذلك في تركيا أم في العالم العربي ،فالمثالان الأكثر إكتمالا هما حزب العدالة و التنمية في تركيا و حزب النهضة في تونس ومن المفيد إجراء مقارنة بين الإثنين …

و إعتبر كاتب المقال بيرم بلجي (باحث في العلوم السياسية و الحضارة العربية الإسلامية في معهد الدراسات الدولية التابع لكلية العلوم السياسية في باريس) أنه في سنة 2016 نظم كلا الحزبين مؤتمره. وقد قرر مؤتمر النهضة الفصل في تسييره بين الدعوة والسياسة حيث أقام تمييزا بين الوعظ والسياسة وأبرز انفتاحا أكبر على غير الإسلامويين الذين بإمكانهم الآن الانخراط بصفة أسهل في الحزب.

ويمثل هذا انفتاحا لا يمكن إنكاره. وخلال نفس المؤتمر أظهر حزب النهضة طريقة عمل ديمقراطية، أو على الأقل ترتكز على البحث عن الاجماع، من خلال النقاش والتبادل بين المستويات الثلاثة للحزب أي الرئيس والمكتب التنفيذي ومجلس الشورى. وقد أدت النقاشات الداخلية حول الدور الذي يجب منحه لكل من هذه المستويات الثلاث إلى جدل حي، كانت فيه مواقف الغنوشي محل انتقاد ونقاش من طرف كل المؤتمرين.

وقد سمح نقاش داخلي آخر حول النجاحات والاخفاقات التي سجلها الحزب بالرجوع إلى التجربة المعاشة، باستخلاص تقييم بنَّاء منها. وشدد رئيس الحركة الغنوشي بوضوح على أهمية هذه النقاشات والانتقادات داخل الحزب.

بينما أظهر حزب أردوغان مؤخرا إشارات مقلقة في التدخل التطفلي في طريقة الحياة الخاصة للسكان، إلى درجة أن ممارسة السلطة في إطار التحالف من طرف النهضة تبدو اليوم أكثر احتراما لقواعد اللعبة الديمقراطية .

و في ذات المقال أجرى الباحث بيرم بلجي مقارنة بين أردوغان و الغنوشي حيث إعتبر أنهما شخصيتان مختلفتان حيث قال “و إذا تمعنا في الشخصيتين اللتين ترأسان هاتين التشكيلتين السياسيتين والمتمثلتين في رجب طيب أردوغان وراشد الغنوشي، يمكن لهذا الأخير أن يفوز في المقارنة بدون أي عائق. فعلى الرغم من انخراطهم في الإسلام السياسي كل شيء متعارض فيما بينهما، في مسارهما السياسي والنضالي إلى سمات شخصيتيهما.

فأردوغان هو قبل كل شيء رجل مقاتل صلب، كافح في السياسة انطلاقا من حيه ليبدأ مسارا طويلا في الصعود نحو السلطة حتى رئاسة الجمهورية. ولم يكتف بوصوله إلى القمة، فقد منح لنفسه سلطات مطلقة بفضل إصلاحات تم تفصيلها على المقاس.

على العكس من ذلك، فالغنوشي ليس بالرجل السياسي بقدر ما هو مثقف ومنظر للإسلام السياسي وصل إلى مستوى شبه رئيس دولة بطريقة غير متوقعة وغير مقصودة محمولا بحركة التاريخ. يحظى أردوغان بعبادة الشخصية الحقيقية داخل حزبه في حين لاتزال سلطة الغنوشي وأفكاره واختياراته السياسية محل نقاش، بل وتولد انتقادات حتى داخل حركة النهضة نفسها.

ثم تساءل الكاثب “هل تجعل هذه العناصر من النهضة حركة إسلامية أكثر ديمقراطية من حزب العدالة والتنمية؟ ” و إعتبر أن الجواب عن ذلك ليس بديهيا لأن الحزبين يتحركان في سياقات سياسية مختلفة بقواعد لعبة مختلفة وأيضا بموازين قوى مختلفة. ولكن يجب الاعتراف بأن الأكثر ديمقراطية بين الحزبين ليس من كنا نتصوره في البداية.

فحزب العدالة والتنمية الذي قُدِّم على أنه نموذج في التنمية الليبرالي المتفتح والمعتدل في النقاشات والتفكير حول الإسلام السياسي، قد فشل، حيث جرفته نزعة تسلطية متنامية بينما أكدت حركة النهضة ( إرتباطها بجماعة الإخوان المسلمين في بداياتها) إلتزامها باللعبة الديمقراطية .

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here