نبيل القروي.. سبق الخير، تلقى الأصوات.‎

الجولات المكوكية التي قام بها نبيل القروي في بوادي تونس و قراها و في المدن، من أجل “مساعدة” المحتاجين ، و الفقراء، يكشف مدى تقصير المسؤولين في الحكومة و في الجهات في القيام بأدوارهم المنوطة بعهدتهم و يكشف أيضا عمق المأساة و حالة التهميش و الاحتياج في تلك الربوع، نبيل القروي بدأها خيّراً، مستعدا، كاشفا همّ البلاد و العباد ، بادر،. عمل،. ساعد من ماله الخاص و من مال التونسيين الشرفاء.. كل ذلك كاد أن يجعل من نبيل القروي، الام تيريزا، أو الأب “يوحنا بولس “لو لم يكن موجها، في ظاهره ترحما على إبنه و في باطنه لغاية في نفسه الأمّارة بالسلطة ..

على قناة نسمة و في هذا الوقت بالذات تطالعك صباحا و في كل وقت وجوه، تذكّر التونسيين الذين زارهم نبيل مساعدا ألّا ينسوا معروفه يوم الإنتخاب قبل يوم الحساب..

نبيل القروي يضرب “ضربات معلم” في الدفاع عن حظوظه التي يراها تبعا لما سبّقه أكثر من وافرة، حرّك فيها ماكينه الاعلامية و المالية و لازال، حتى بعد تجميد ارصدته، لايزال السيد القروي يمشي مرحا باتجاه قرطاج و لا يبالي معولا على الملايين من “الزواولة”، و من المليون إمرأة التي ورثها عن السبسي أو ما جاورها ..

لا يمكن منطقيا الاستهانة بحظوظ الشعبووين، فمنهم من وصل السلطة كما في إيطاليا، أو الكوميدي الاكراني الذي أنتخب رئيسا ، هو ،أي نبيل القروي ، دونالد ترامب في نسخته التونسية، من حيث عداؤه للمنظومة الكلاسيكية الحزبية، و لزمرة من الإعلاميين و المسؤولين الذين هاجمهم أكثر من مرة، في السر و في العلن..

من المهم متابعة الظاهرة الشعبوية المستجدة في تونس و مراقبة مدى فاعليتها و لأي مدى يمكن الوثوق فيها..لا يمكن باي حال من الأحوال الاستهتار بحظوظ السيد نبيل القروي ، فقد سَيّرَ القوافل منذ شهور شمالا و جنوبا، شتاء و صيفا، مستخدما أذرعه الاعلامية لتعزيز حضوره في المشهد.

طموح السيد نبيل يتجاوز الرئاسية ، فقد لمح في قناته، إلى أنه معني أيضا بالتشريعية، و إلى إمكانية الحصول على كتلة مؤثرة في البرلمان القادم( من 15 إلى 20 نائبا هي كتلة مهمة في ظل التشتت النيابي).. ،و هو في ذلك كمن يثأر لولي نعمته، السبسي، من رئيس الحكومة الحالي، خاصة بعد فتور العلاقة بينهما، يسير بإتجاه قرطاج ببرنامج ذو بند واحد، ظاهر على الأقل، و هو القضاء على الفقر، بعد القضاء على نصف منافسيه في الدور الأول، أما في الدور الثاني، فإلى ذاك الحين يىحم ربي، و يىحم خليل!!!…

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here