لماذا يرفض الجهيناوي المساعدات الانسانية من الخارج؟

39

يبدو ان السيد خميس الجهيناوي مازال يعيش في مرحلة ما قبل سبعطاش ديسمبر، وحتى رؤيته لتلك المرحلة، عوراء عمشاء وفي الكثير من الأحيان عمياء، لأنه وحتى عندما كانت البلاد تئن تحت كلاكل بن علي، لم يكن المجتمع التونسي تنقصه المعلومة ولا الاحاطة الثقافية بهذا المحور او ذاك، وانما كانت تكبله الدكتاتورية وتحول بينه وبين القول الفصيح البليغ الذي يحسنه وكتمه تحت قوة البطش كما كتم التشهير بجريمة التطبيع وخيانة الامة وطعن القضية الفلسطينية في الظهر، وكما صمت المجتمع التونسي تحت التهديد والوعيد، على الشخص الذي اختاره بن علي ليمرر من خلاله تطبيع الذل مع الكيان الصهيوني الغاصب.

لا ندري أكان الجهيناوي يستبلهنا حين خرج علينا بتصريح في طعم الفضيحة، هدد فيه وبشكل مبطن الدول التي تأتي منها المساعدات للمحتاجين في تونس، هددهم في ثوب خيرهم بين التوقف عن إرسال تلك المساعدات او التوقف عن التعامل مع جمعيات الاغاثة المختلفة، والاكتفاء بالتعامل فقط مع اتحاد التضامن التونسي، وهي جمعية تأسست قديما وكانت تحتكرها سلطة بن علي وتهيمن من خلالها على جميع المشهد الاغاثي، لكن وبصدور المرسوم 88 بعد الثورة، انتهت أي اسبقية لهذه الجمعية واستوى الكل بموجب المرسوم الجديد، الذي ساوى بين كل الجمعيات، بحيث لم يعد يميز هذه عن تلك إلا الجهد، اضافة الى ذلك أن جمعية اتحاد التضامن التونسي التي تقع تحت سطوة من أرسل وزير الخارجية ليتدخل في شأن المجتمع المدني وينتزع مجهود الجمعيات المستقلة لصالح جمعية تابعة، هذه الجمعية لم تعقد مؤتمرا منذ سنوات عديدة وتتعلق بذمتها مخالفات كثيرة مازالت تترقب من يمسح عنها الغبار ويرسل بها الى أروقة المحاكم.

دعنا من مخالفات الجمعية المذكورة فتلك من مهام القضاء، ولنركز على قانونية التصريح الجهيناوي وتوقيته، فأما القانونية فهي أبعد ما تكون عن القانون، إذْ لا حق لوزير خارجية في الاستحواذ على مجهود وعلاقاتها الجمعيات لصالح جمعية اخرى كل امتيازاتها القانونية انها كانت تشرف على استقبال المساعدات وتوزيعها سنوات بن علي ! وانتهت صفتها الرسمية والاحتكارية وكل امتيازاتها بفعل قانون 88 الذي تحاول جهات في السلطة منذ مدة شطبه او تعديله بما يعود بالمشهد إلى ما قبل سبعطاش ديسمبر.

وأما التوقيت فيبدو ان من ارسل الجهيناوي ليُخير الجهات المانحة بين الامتناع عن إرسال المساعدات او التعامل فقط مع اتحاد الضامن التونسي، هذا الذي اوحى الى وزير الخارجية بذلك يرغب في ارتكاب جريمة انسانية لحساب مكاسب سياسية متعفنة، فالتصريح الجهيناوي السقيم، لا يستهدف قفة رمضان التي أفلتت، وإنما يستهدف مساعدات عيد الاضحى والدخول المدرسي، وفي صورة ما أصرّ مبعوث العناية الجهيناوية على مصادرة المساعدات لصالح اتحاد التضامن التونسي، ورفضت الجهات المانحة هذه الشروط العقيمة، فان الآلاف سيحرمون من الأضاحي ومن متطلبات السنة الدراسية المقبلة.

تركوا نبيل القروي وبرلسكوني ومن معهم يصولون ويجولون في الساحة الاغاثية، وانتبهوا فقط لموائد رمضان وهم الآن يحاولون حجب المساعدات عن الآلاف ومن ثم قطع دابر العمل الإغاثي، او ارغامه على النزول عند الشروط التي أدار بها بن علي صندوق 26/ 26.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here