القليبي: الإرهاب أكبر خطر محدق بالمنطقة العربية

قال الشاذلي القليبي الأمين العام الأسبق لجامعة الدّول العربية، إنّ أكبر خطر محدق بالمنطقة العربيّة اليوم هو “الإرهاب”، داعيا إلى تعاون وتضامن عربي من أجل القضاء عليه.

وفي حوار مع وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات)، بمناسبة القمة العربية المقررة في تونس (يوم 31 مارس 2019)، صرح القليبي (93 عاما) أن “مخاطر الإرهاب تحدق اليوم بالمنطقة العربية وهي العدُوّ الأوّل لِدُولنا ولِمُجتمعاتنا، يجب أن يستأثر الإرهاب ومخاطره بجهود دُول المنطقة من خلال تعاونها وتضامنها للقضاء عليه”.

وكان الشاذلي القليبي شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بين 1979 و1990، عندما كان مقرها تونس.

ولاحظ، ردّا على سؤال بشأن الانتقادات المتنامية لدور الجامعة العربية خصوصا في ظل استمرار الأزمات والحروب في اليمن وليبيا وسوريا، أن الجامعة “تتعاطى اليوم مع الواقع العربي والقضايا المشتركة وفق ما تقره الأغلبية الساحقة” وأن “دور” أمانتها العامة “يتمثل أساسا في التنبيه ولفت النظر إلى هذه القضايا وتقديم الرأي”.

ورأى أن “دور الجامعة العربية لا ينبغي أن يَنحصر في إطار ضيّق من القوميّة”، معتبرا أن “العصر الحديث بما فيه من تقلّبات، يفرض أن تجعل المنظّمة العربيّة، في أولويّاتها، الإسهام في إنشاء علاقات تفاهم وتعاون وتضامن، بين سائر دُول المنطقة”.

وفي الشأن الفلسطيني، دعا الشاذلي القليبي جامعة الدول العربية إلى أن “تبذل كلّ الجهود المُمْكنة لِرأب الشقوق بين القيادات الفلسطينيّة، حِفاظا على وحدة الكفاح، ومنعا لِسلطة الاحتلال من استغلال ما يطرأ على قيادات الشَّعب الفلسطيني مِن فُروق وخِلافات”.

وأضاف، بخصوص الخلافات العربية حول مسألة “عودة” سوريا إلى جامعة الدول العربية، أن “قرار تجميد عضويّة سوريا لم يكُن ضروريّا، خاصة لمّا يتعلّق الأمر بإحدى بُناة المنظّمة في الماضي” مشيرا إلى أن “المستقبل العربي يتوقف على مساهمة” سوريا.

وفي ما يتعلق بالأزمة بين قطر من جهة، ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، لفت القليبي إلى أن ”الجميع مُتضرّر من عواقب هذه الأزمة، سياسيّا، حضاريّا، واقتصاديّا في حال طالت هذه الفُرقة” معتبرا أنه كان ”ينبغي على جامعة الدول العربية أن تقُوم بمساع أخويّة حثيثة للمساعدة على إعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعيّة”.وكانت الأزمة اندلعت سنة 2017 عندما قطعت الدول الأربعة علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

وبخصوص العلاقات بين دول الخليج وإيران، ذكر الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية “مِن المصلحة المُشتركة، اليوم، بين دُول الخليج ودولة إيران أن تتدخّل الجامعة لإصلاح ذات البَيْن، وحماية سيادة كلّ طرف، اعتمادا على أواصر التضامن الثابت، دِينا وحضارة”.

وحول الدَور التُركي في المنطقة العربية، لاحظ الشاذلي القليبي أن ‘هذا الدور “يعُود إلى أواصر قديمة” وأنه “ليس من المنطق أن يكُون للنظام التُركي تطلّعات سياسيّة لِفرْض نفوذ سياسي أو إقحام نمط إيديولوجي في المنطقة”.

يذكر أن الشاذلي القليبي كن قد شغل منصب أمين جامعة الدول العربية بين 1979 و1990، عندما كان مقرها تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد.

وقد استقال خلال الحشد الأمريكي على العراق 1990 – 1991 قبيل حرب الخليج الثانية لاعتراضه على الحرب وعلى تدخل القوات الاجنبية في العراق. وكان يدعو على الدوام من منبره بأن يُفعل العرب بإرادتهم مؤسسات العمل العربي المشترك.

ومن أبرز هذه الأحداث في عهده تكوين لجان لتنقية الأجواء العربية، وبحث الوضع في القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا، ودعم التعاون العربي الأفريقي، وإدانة الإرهاب الدولي وفي مقدمته الإرهاب اليهودي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها، والسعي لتحقيق الأمن القومي العربي، وتنقية العلاقات العربية، فضلا عن المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، والمقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية، والترحيب بقيام الجمهورية اليمنية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطرها على الأمن القومي العربي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here