التفكير بإحداث خطوط جوية مباشرة مع دول إفريقية

شدد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالديبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني، الجمعة، على ضرورة إحداث خطوط جوية مباشرة مع عدد من الدول الإفريقية والتسريع بفتح الخط البحري بين تونس ودول الغرب الإفريقي (السينغال والكوت ديفوار والكامرون وغانا.

( وقال الفرجاني في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس، على هامش المنتدى الاقتصادي للصالون المتوسطي للبناء “ميديبات” الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة لصفاقس من 6 إلى 9 مارس الجاري إن “سياسة الدولة التونسية تسعى جاهدة حاليا إلى الرجوع إلى الأسواق الإفريقية والى القارة الإفريقية عموما باعتبارها عمقا استراتيجيا لتونس وطريقا للتقليص من عجز الميزان التجاري “، مبينا أن إحداث هذه الخطوط من شأنه أن يحسن كذلك مردودية عديد القطاعات الواعدة مع القارة الإفريقية مثل السياحة الاستشفائية والتبادل التجاري بشكل عام.

واعتبر كاتب الدولة أن الصالون المتوسطي للبناء يعد فرصة هامة أمام المؤسسات التونسية في مجال البناء وغيرها من الاختصاصات التي تتميز فيها تونس بخبرات وكفاءات ورصيد تاريخي مهم يخول لها النفاذ إلى أسواق غرب إفريقيا وشرقها التي تعد أسواقا واعدة جدا وتحمل فرصا حقيقية للمنتوج التونسي.

وقال إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعد وسيلة ناجعة للاستفادة من الفرص المتاحة سواء بالنسبة إلى المؤسسات الكبرى في مجالات البنية الأساسية والأشغال العامة أوالمؤسسات الصغرى والمتوسطة بالنسبة إلى التصدير.

وعلى المستوى الديبلوماسي، بين حاتم الفرجاني أن تونس وسعت في تمثيليتها الدبلوماسية من خلال مجموعة من السفارات والتمثيليات التجارية بالقارة الإفريقية فضلا عن الانضمام الى التجمعات الاقتصادية الكبرى مثل الكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا) التي تضم 15 دولة تعد 520 مليون نسمة ونيلها صفة عضو ملاحظ في (المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا) والانضمام إلى منطقة التبادل الحر للقارة الإفريقية عام 2018.

واعتبر الفرجاني أن ما ينقص تونس والمؤسسات التونسية حاليا في موضوع النفاذ إلى السوق الإفريقية مقارنة مع الدول الأخرى فضلا عن صعوبات اللوجيستيك والنقل هو اقتحام مجالات أخرى مثل القطاع البنكي وقطاع التأمين كقطاعين أساسيين يحتاج رجال الأعمال مرافقتهما لهم في الذهاب إلى هذه الأسواق وتمويل مشاريعهم فيها.

ودعا مفوض قسم البنية التحتية في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا تراوري يانكوبا، المقاولات والشركات التونسية إلى النسج على منوال مكاتب الدراسات والمشاركة في المناقصات الخاصة بعديد المشاريع الضخمة التي يجري تنفيذها في هذه المنطقة في مجالات مختلفة مثل الطرقات والسكك الحديدية والطاقة والمياه.

وأشار في هذا السياق إلى مشروع ضخم تجري الدراسات الخاصة به ويندرج ضمن المخطط المديري للمجموعة، يتمثل في إنجاز سلسلة من الطرق السيارة العابرة لدول الغرب الإفريقي على طول ألفي كيلومترا وهي تمتد من داكار إلى لاغوس وتربط بين 5 دول هي الكوت ديفوار وغانا والطوغو والبينين ونيجيريا.

كما أبرز أهمية مشروع ثان للطرقات والخطوط البحرية والحديدية يهم نفس المجموعة الإقتصادية التي يمثلها وهو رواق آخر يربط عاصمة الرأس الأخضر “برايا” بالعاصمة السينغالية داكار مرورا بغامبيا وسيراليوني وليبيريا.

وأكد وزير الدولة وزير الاسكان والتعمير والمسكن في حكومة الغابون جون رجيس ايمونغو على أهمية الفرص التي تتيحها القارة الإفريقية واصفا إياها بقارة المستقبل وذلك بالنظر إلى ما تملكه من ثروات طبيعية وإمكانيات هامة مع وجود نسبة هامة من الشباب في أوج العطاء والبذل وفق تعبيره.ودعا المستثمرين التونسيين إلى الإقبال على السوق الغابونية حيث تنتظرهم تشجيعات وحوافز هامة.

وعرف المنتدى كذلك حضور وزير الاسكان والتعمير بمالي وكاتب عام وزارة التجهيز والإسكان بالكامرون بالإضافة إلى سفيري الصين ومالي وممثلين رفيعي المستوى من عديد الدول الافريقية والهياكل الاقليمية والفاعلين الاقتصاديين من تونس وخارجها.

وشكل المنتدى الاقتصادي فضاء لتبادل الخبرات والمعطيات حول المشاريع التي المنتظر إنجازها في مجالات البنية الأساسية بعدد من الدول الإفريقية وفق صيغة الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here