عبد الرحمن البكوش
أفريقيا برس – تونس. في مشهد جديد يعكس حالة التوازنات الهشة داخل المشهد الأمني في طرابلس، عُقد اجتماع كبير في سوق الجمعة بحضور عدد من القادة العسكريين والأمنيين، أبرزهم عبد الرؤوف كارة وهاشم بشر وأيوب أبوراس ومحمد أبوذراع ومراد نوحة، إلى جانب المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة والنواحي الأربعة وعميدي البلديتين. الاجتماع، الذي جاء تحت عنوان مناقشة المستجدات الأمنية وآليات التنسيق المشترك، يطرح العديد من الأسئلة حول جدواه.
وفي ظل التطورات الأمنية في طرابلس، ومن خلال حوار أجرته أفريقيا برس مع المحلل السياسي محمد مطيريد، أوضح أن الاجتماع الذي عُقد في سوق الجمعة بحضور شخصيات أمنية وعسكرية بارزة إلى جانب ممثلين عن المجالس الاجتماعية والبلديات، يعكس محاولة لإعادة ترتيب التوازنات الأمنية في العاصمة.
وأضاف مطيريد أن غياب عبدالغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، يثير العديد من التساؤلات حول دور الجهاز في المشهد الأمني الراهن، حيث يُعد غيابه علامة فارقة قد تكون مرتبطة بمحاولات تقليص نفوذه.
ونوه مطيريد إلى أن جهاز دعم الاستقرار يشكل قوة موازية لتشكيلات أمنية أخرى مثل قوة الردع الخاصة، وبالتالي فإن غيابه عن الاجتماع يعكس التوترات بين الأطراف الأمنية المختلفة. وأضاف مطيريد أن غياب هذا الجهاز قد يمثل بداية لتحديد الصلاحيات الأمنية بين القوى المتنافسة في طرابلس بشكل أكثر وضوحًا، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة القوى الأمنية في العاصمة.
ما هو السياق الذي يعكسه الاجتماع الذي عُقد في سوق الجمعة بحضور شخصيات أمنية وعسكرية بارزة؟
يعكس الاجتماع محاولة لإعادة ترتيب التوازنات الأمنية في طرابلس، حيث حضر فيه شخصيات أمنية وعسكرية بارزة، إلى جانب ممثلين عن المجالس الاجتماعية والبلديات.
كيف يُؤثر غياب عبدالغني الككلي (اغنيوة) رئيس جهاز دعم الاستقرار على المشهد الأمني في طرابلس؟
غياب عبدالغني الككلي يُثير تساؤلات كبيرة حول تأثير غيابه على المشهد الأمني، خاصة وأن جهاز دعم الاستقرار يُعتبر من الفاعلين الرئيسيين في العاصمة. قد يكون غيابه محاولة لتقليص نفوذه أو الإشارة إلى صعوبة التفاهم معه في إطار هذا الاجتماع.
ما هو دور جهاز دعم الاستقرار في طرابلس ولماذا يُعد غيابه عن الاجتماع مفارقة هامة؟
جهاز دعم الاستقرار يتولى مسؤوليات أمنية واسعة مثل مكافحة الجريمة المنظمة، وملاحقة المخالفين، بالإضافة إلى دوره الكبير في ضبط الأمن في مناطق استراتيجية مثل أبوسليم. يُعد غيابه عن الاجتماع مفارقة هامة لأنه يمثل أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد الأمني في طرابلس، حيث يعتبر قوة موازية لتشكيلات أخرى مثل قوة الردع الخاصة، وله تأثير كبير في الميدان.
كيف يمكن تفسير حضور الشخصيات الأمنية مثل عبد الرؤوف كارة وهاشم بشر في الاجتماع؟
حضور الشخصيات مثل عبد الرؤوف كارة، قائد قوة الردع الخاصة، وهي أحد التشكيلات المسلحة المهيمنة في طرابلس، يُظهر التنافس بين الأطراف الأمنية المختلفة. وجود هاشم بشر، الذي يُعرف بدوره كوسيط بين المجموعات المسلحة، يعزز هذا الفهم، حيث يمثل محاولة للوصول إلى تفاهمات بين التشكيلات الأمنية المتنافسة.
ماذا يعني غياب جهاز دعم الاستقرار في الاجتماع بالنسبة للصراع الأمني في طرابلس؟
غياب جهاز دعم الاستقرار في الاجتماع يمثل إشارة مهمة، حيث يُحتمل أن يكون هذا الاستبعاد جزءًا من استراتيجية لتحديد الصلاحيات الأمنية بشكل أكثر وضوحًا بين القوى المختلفة. غياب جهاز دعم الاستقرار قد يكون محاولة لوضع حد للتعددية الأمنية التي تميز طرابلس، والتي تساهم في الفوضى وتضارب الصلاحيات بين الأجهزة المختلفة.
في الختام، هذا الاجتماع قد يبدو ظاهريًا محاولة لضبط المشهد الأمني عبر آليات تنسيق جديدة، لكنه في الحقيقة لا يخرج عن إطار الاجتماعات السابقة التي غالبًا ما تنتهي دون تنفيذ فعلي لمخرجاتها على الأرض. ومن دون رؤية واضحة، وخارطة طريق واقعية وقابلة للتنفيذ، ستظل هذه اللقاءات مجرد تجمعات شكلية تُستخدم لتحسين الصورة الإعلامية أو لإرسال رسائل سياسية معينة أكثر من كونها تهدف إلى حلول جذرية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس