في منطقة “منزل جميل” التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس، وقع قبل يومين تشييد نصب_تذكاري لعمّال النظافة، في بادرة قامت بها السلطات تقديرا لجهود هذه الفئة في الحفاظ على نظافة البلاد وجودة الحياة فيها وتثمينا للدور الحيوي لهذه المهنة في الدولة، لقيت إعجابا وإشادة كبيرة داخل البلاد.
ويعتبر هذا التمثال الخاص بعمّال النظافة هو الأول من نوعه في تونس، بعد أن اقتصر نصب التماثيل عبر التاريخ على الزعماء والعلماء الذين كان لهم دور كبير في نهضة البلاد وبناء الدولة الحديثة، على غرار الزعيم الحبيب بورقيبة والعالم المشهور ابن خلدون.
واعتبر محافظ مدينة بنزرت محمد قويدر، في كلمة له خلال حفل التدشين، أن السلطات المحلية في منزل جميل حرصت على تشييد النصب المذكور، من أجل “تكريم شريحة مهنية يعتز بها، نظرا للعمل الذي تقوم به في الحفاظ على نظافة المدن ومحاولة للتحسيس بأهمية الدور الذي تقوم به بهدف إعلاء شأنها من حيث تحسين ظروف عملها وظروفها الاجتماعية”.
ولقيت الخطوة تفاعلا كبيرا داخل البلاد ظهر من خلال تعليقات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط محمد مازري أنها “بادرة طيبة من بلديّة منزل جميل”، مضيفا أنه “أحسن تمثال وقع تنصيبه في تاريخ تونس، لأن هؤلاء هم جنود الخفاء المنسيون بالرغم من لمستهم التي توحي بأنها سهلة وبسيطة إلا أن تعبها كبير وتأثيرها أكبر”.
واعتبر المدوّن سليم بن رجب، أن “البادرة جميلة ورائعة لو تكون مرفقة بتحسين رواتب عمال النظافة التي لازال متدنية”، بينما طالبت فاطمة الزهراء عثماني بتعميم هذا التمثال على كل المدن التونسية، لأن الكادحين هم من تنحت لهم التماثيل وليس الطغاة والمشاهير”، أما المدوّنة أمل بن علي فقالت إن “البلاد اليوم تحتاج إلى تغيير العقلية بتكريم لغة العمل أيّا كان ورفع مستوى العامل كيف ما كان، لأن الكل يخدم الوطن بالعدل والتساوي”.