هالة بن يوسف، نائبة رئيسة الاشتراكية الدولية للنساء وعضوة المكتب السياسي لحزب التكتل
أفريقيا برس – تونس. شهدت مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق يوم 27 أغسطس 2025 انعقاد مؤتمر لجنة المرأة بالتحالف الديمقراطي الاجتماعي للأحزاب العربية، تحت شعار “المرأة في مسارات التغيير الديمقراطي”، بمشاركة قيادات نسائية وناشطات من مختلف الدول العربية، إلى جانب رفيقات كرديات قدّمن على مدى عقود نموذجاً في المقاومة والصمود.
ومن قلب هذا المؤتمر، أبصرت النور مبادرة تاريخية تمثلت في إعلان اتحاد شيهانة للمرأة الديمقراطية الاجتماعية، ليكون فضاءً جامعاً للنساء التقدميات في العالم العربي، ومنصة للتنسيق والعمل المشترك.
إن هذا الاتحاد يعكس إرادة جماعية في كسر القيود، والدفاع عن الكرامة، وبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة، حيث تكون المرأة في صميم القرارات والسياسات.
وفي كلمتي خلال المؤتمر، أكدت أنّ المرأة ليست على الهامش بل في قلب معادلة التغيير: المرأة صانعة للقرار وليست مجرد متلقية له. • هي حارسة للذاكرة الجماعية ومقاومة للاستبداد والعنف. هي الجسر الرابط بين الأجيال والشعوب، وحاملة لمشروع العدالة الاجتماعية.
هذا المسار يربط بين نضال المرأة الكردية والعراقية التي واجهت العنف والتهميش، ونضالات النساء العربيات في تونس ومصر ولبنان واليمن وفلسطين، في خط واحد من المقاومة والالتزام بقيم الحرية والمساواة.
وقد حظي هذا الحدث بتغطية إعلامية بارزة، الذي اعتبر المؤتمر خطوة نوعية تعزز التعاون بين النضال النسوي العربي والتجربة الكردية. وهو ما يعكس إدراكاً متزايداً لأهمية الحركات النسوية في صياغة مستقبل أكثر ديمقراطية. وهو يعكس بداية مسار جديد وأن ما بدأ في السليمانية ليس نهاية، بل بداية لمسار واسع يتجاوز الجغرافيا. فالتقاء الأصوات النسوية الديمقراطية في هذا المؤتمر يؤسس لجبهة تقدمية قادرة على مواجهة الاستبداد والشعبوية والتطرف، والدفاع عن قيم العدالة الاجتماعية والمساواة.
إن اتحاد شيهانة ليس مجرد إطار تنظيمي، بل هو وعد بمستقبل آخر، حيث تكون المرأة في القيادة وصناعة القرار. ومن السليمانية، انطلقت شرارة جديدة ستسهم في كتابة فصل مشرق من تاريخ النضال النسوي الديمقراطي في العالم العربي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس
