ظاهرة سيف الدين مخلوف، و هذا ما غاب عن سماح مفتاح

64

بقلم: بولبابه سالم

خطاب مخلوف يركز على ثلاثة محاور :مهاجمة قيادة اتحاد الشغل و مهاجمة السيطرة الاقتصادية الفرنسية على تونس و الهجوم على المنظومة القديمة (السيستام) .

اثارة هذه القضايا جلبت له تعاطف قطاع من التونسيين خصوصا الشباب المحافظ الغاضب على حركة النهضة و صوتوا لائتلاف الكرامة الذي تحصل على كتلة برلمانية تفوقت على أحزاب و قيادات سياسية معروفة .

يتقن مخلوف الخطاب الصدامي (عامل الشباب ) و اسئلة سماح مفتاح كانت في المواضيع التي يحبذها ضيفها فهو صريح و جريء و لغته ليست خشبية مثل الكثير من السياسيين لذلك استغل الفرصة لصالحه لتسجيل نقاط سياسية ،، و المنابر الاعلامية تميل الى السياسي الذي يصدع بمواقف جريئة فيحقق البرنامج نسبة متابعة عالية .

لكن هل كل قيادات الاتحاد فاسدة ؟ لا ،،، و القيادة الحالية كانت كوادر نقابية وسطى زمن بن علي و سامي الطاهري مثلا كان كاتبا عاما لنقابة التعليم الثانوي التي كانت من القطاعات القليلة التي قامت بتحركات نضالية وقتها ،، و حفيظ حفيظ كان كاتبا عاما لنقابة التعليم الأساسي التي قامت بتحركات احتجاجية وقتها ايضا، و هؤلاء كانوا من المغضوب عليهم من المركزية النقابية (عبد السلام جراد و جماعته) .

لا يعني ذلك تبريرا لتصريحات الطاهري و حفيظ و لكن ردود مخلوف المتشنجة تجاه المنظمة النقابية غير مبررة و تصريحات الطبوبي الأخيرة حول تبرؤ الاتحاد من العناصر النقابية الفاسدة غاب عن سماح مفتاح كما غاب عنها ما ذكرته.

اما عن فرنسا فلا احد يرفض مراجعة العقود لكن ماهي الآليات و التداعيات ؟ بالنسبة للتعامل مع المنظومة القديمة فهو حاسم و يقدم له تبريرات .

لكن هل الشعب الذي يتطلع الى تحسين اوضاعه الاقتصادية و القدرة الشرائية و التشغيل سينتظر نتيجة المعركة مع الاتحاد و فرنسا و السيستام . لم اسمع مثلا اسئلة عن رؤيته للمنوال التنموي و التداين الخارجي و ماذا سيفعل لتوفير 11 الف مليار مدرجة في الميزانية و هل تستطيع تونس اقناع الصناديق الدولية لضمان هذا المبلغ ،،، كما غاب عن سماح مفتاح سؤاله عن نظرته لمسائل حسمتها مجلة الأحوال الشخصية و يعارضها سيف الدين مخلوف .

صحيح أنها أرادت احراجه لكنها لم تخرج من المربع الذي يستهويه .اخيرا ، يبقى تقييم السياسي الحقيقي عند ممارسته للسلطة لتظهر عبقريته في الإنجاز ،، اما الشعارات و المزايدات فالجميع أبطال .

الرد على الفكرة يكون بالفكرة ، أما السباب و الشتائم و الشيطنة من جميع الاطراف فيمارسها صغار العقول لاظهار الولاء لاعرافهم ، هؤلاء مواقفهم جاهزة و عقولهم محنطة ترفض مجرد الاستماع و التفكير .

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here