أكّد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن لا علم له بالتطورات في قضية مخطّط الانقلاب على رئيس الجمهورية التى رفعها ضدّه أمين عام حركة تداء تونس سليم الرياحي.
وخلال مشاركته في الاحتفال بالذكرى ال70 للاعلان العالمي لحقوق الانسان وجّه أحد الصحفيين سؤالا لرئيس الحكومة بخصوص قرار القضاء العسكري حفظ القضية قال الشاهد مخاطبا الصحفي “والله ما فيبالي سمعتها من عندك توّة”.
يذكر أن أمين عام حركة نداء تونس كان رفع القضية ضد رئيس الحكومة يوسف الشاهد في شهر نوفمبر الماضي قبل أن يغادر أرض الوطن وسط أنباء عن فراره بسبب قضايا قد تقوده إلى السجن في حال عودته.
محامي سليم الرياحي: إستغربنا حفظ شكاية الإنقلاب عبّر الطيب صادق محامي أمين عام نداء تونس سليم الرياحي، عن استغرابه لبلاغ وكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري، مؤكدا أن قاضي التحقيق هو من يقرر حفظ الشكاية من عدمها، قائلا “التحقيق هو من يقرر وليست النيابة”.
كما أكد في تصريح لا1ذاعة موزاييك, أنه فوجئ حين كان متوجها لجلب مؤيدات الشكاية اليوم، بقرار الحفظ، قائلا “لماذا قالت النيابة الحفظ وما سيستتبعه من إجراءات قانونية؟ استشعرنا نوعا من التهديد لمنوبنا..”.
وكان وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بتونس، وعملا بمقتضيات الفصل 30 من مجلة الإجراءات الجزائية، قرر حفظ الشكاية المقدمة من الأمين العام لحزب حركة نداء تونس، بشأن ما ينسبه لرئيس الحكومة والمدير العام للأمن الرئاسي وأطراف أخرى بالتآمر على أمن الدولة الداخلي.
وأوضحت وكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري، في بلاغ لها , ان قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، تولى إستدعاء الشاكي للحضور لديه يوم 30 نوفمبر الفارط قصد سماعه في ما إدعاه والإطلاع على مؤيداته، إلا أنه تخلف عن الحضور متعللا بتواجده بالخارج لإرتباطات مهنية.
وأكدت أنه سعيا لإستكمال الأبحاث ومعرفة الحقيقة، تم إعادة إستدعاء الشاكي يوم 6 ديسمبر الجاري، غير أنه تخلف مجددا عن الحضور، متعللا بتعرضه لوعكة صحية حسبما أفاد به محاميه، الذي أدلى بنسخة من أنموذج طلب إجراء تحاليل وفحص طبي في نفس اليوم، صادرة عن مستشفى خاص بلندن بتاريخ 3 ديسمبر الجاري.
وأضافت أنه أمام مغادرة الشاكي لأرض الوطن، وعدم حرصه على الحضور أمام القضاء للإدلاء بشهادته وتقديم مؤيداته في ما إدعاه من وجود مخطط للإنقلاب ومن تآمر على أمن الدولة الداخلي، فقد قرر وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بتونس حفظ الشكاية، مع ما قد يستتبع ذلك من إجراءات قانونية.
يذكر أن وكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري، أفادت في بلاغ لها يوم 27 نوفمبر الفارط، بأن وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بتونس، أذن بفتح بحث مؤقت، وذلك بعد الإطلاع على الشكاية التي تقدم بها أحد المحامين النائبين عن سليم الرياحي الأمين العام لحركة نداء تونس، والتي ينسب فيها لرئيس الحكومة والمدير العام للأمن الرئاسي وأطراف أخرى، “التآمر على أمن الدولة الداخلي”، وذلك على معنى أحكام الفصل 31 من مجلة الإجراءات الجزائية.
وكان سليم الرياحي صرح يوم 23 نوفمبر الماضي، بأنه تقدم بصفته الأمين العام لحركة نداء تونس، بشكاية لدى المحكمة الإبتدائية العسكرية بتونس ضد رئيس الحكومة يوسف الشاهد وعدد من معاونيه ومجموعة من السياسيين وطرف أمني، بتهمة “التخطيط والشروع في تنفيذ انقلاب”، مؤكدا أنه يبقى “على ذمة القضاء، كشاك وكشاهد في هذه القضية، لتقديم جميع المعطيات التي بحوزته، بخصوص موضوع الإنقلاب”.
من جهته، علّق رئيس الحكومة يوسف الشاهد على إتهامات الرياحي، خلال تقديمه لبيان الحكومة بالبرلمان يوم 24 نوفمبر الفارط، بمناسبة انطلاق الجلسات العامة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2019، قائلا: “إن الحكومات المنبثقة عن شرعية برلمانية واضحة، لا تسعى إلى الانقلابات”.وتساءل في سياق متصل “هل هناك حكومة لديها صلاحيات واسعة بالدستور، تفكّر في القيام بانقلاب؟”.