الوقفة 91 أمام السفارة الأمريكية تندد بالفيتو ودعم الإبادة في غزة

6
الوقفة 91 أمام السفارة الأمريكية تندد بالفيتو ودعم الإبادة في غزة
الوقفة 91 أمام السفارة الأمريكية تندد بالفيتو ودعم الإبادة في غزة

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. نظمت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، الأحد، وقفة احتجاجية جديدة أمام السفارة الأمريكية في تونس، وذلك في إطار الضغط المستمر على الولايات المتحدة الأمريكية وإدانة مشاركتها في الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وتنديدًا بالفيتو الأمريكي الذي عطّل قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بوقف الحرب في غزة.

وأوضح صلاح المصري، المتحدث باسم الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، في حديثه مع “أفريقيا برس”، أن “هذه هي الوقفة رقم 91 أمام السفارة الأمريكية. وقد انطلقت على الساعة الحادية عشرة صباحًا بالنشيد الوطني التونسي، ورفعت خلالها شعارات تدين الجريمة الصهيونية والأمريكية، وتشيد ببطولات المقاومة الفلسطينية واليمنية، وتطالب بطرد السفير الأمريكي، كما تخللتها كلمات لعناصر قيادية في الشبكة”.

وخلال كلمته بهذه الوقفة أبرز المصري “موقف الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع من الأحداث الأخيرة وتحديدًا مؤتمر الدوحة، الذي انعقد الاثنين الماضي”.

وتابع: “هذا المؤتمر انعقد لدعم قطر بينما الإبادة الجماعية لها أكثر من عام أمام أعين الأنظمة، ولم تحرك ساكنًا. كما أن محتوى البيان الختامي يعتبر جريمة لأنه أغفل أهم شرط في الحفاظ على شعب غزة وفلسطين والمقدسات، وهو دعم المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها”.

وأشار إلى أن “الفيتو الأمريكي الجديد يؤكد مجددًا أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك كامل في جرائم الاحتلال الصهيوني، وهذا يجعل التحرك الاحتجاجي أمام السفارة الأمريكية واجبًا علينا جميعًا”، وفق تعبيره.

يذكر أن الولايات المتحدة استخدمت، الخميس الماضي، حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان سيطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، كما كان يطالب إسرائيل برفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.

وكان المشروع، الذي صاغه الأعضاء العشرة المنتخبون من إجمالي 15 عضوًا في المجلس، يطالب أيضًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس وغيرها من الفصائل. وقد حصل المشروع على دعم 14 عضوًا.

وتُعد هذه المرة السادسة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن بشأن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد القطاع منذ قرابة العامين.

وفي ظل استمرار جرائم الحرب في غزة، وسط الصمت الدولي والدعم الأمريكي لحليفتها إسرائيل، دعت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع عموم التونسيين إلى المشاركة في هذه “صرخة الحق الفلسطيني” أمام السفارة الأمريكية، التي تعتبرها شريكًا مباشرًا في حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال.

وشارك في هذه الوقفة نشطاء من “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” و”الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع”، إضافة إلى نشطاء مستقلين وعدد من الأحزاب. كما شارك حزب الوطد الاشتراكي دعمًا للمقاومة وصمود قطاع غزة في وجه الكيان، وأيضًا دعمًا لأسطول الصمود العالمي الذي يبحر حاليًا في مهمة إنسانية لكسر الحصار وإدخال المساعدات.

وبيّن محمد الكحلاوي، الأمين العام لحزب الوطد الاشتراكي، في حديثه مع “أفريقيا برس”، أن “الوقفة الاحتجاجية الدورية أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية انطلقت منذ بداية عدوان الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية على غزة يوم 8 أكتوبر 2023. وقد التزمت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، بالتنسيق أحيانًا مع تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، بالدعوة إلى هذه الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية وتحديد مواعيدها وتحويلها إلى اعتصامات في بعض الأحيان”.

وأكد أن “الهدف من هذه الوقفات الأسبوعية هو نصرة فلسطين ودعم المقاومة وصمود غزة، وكذلك إدانة العدوان عليها، والتنديد بالمجازر الجماعية وسياسة الإبادة الجماعية والحصار والتجويع وغلق المعابر التي يمارسها الكيان الصهيوني وداعموه، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد أهلنا في غزة”.

وأردف قائلًا: “إضافة إلى استنكار التواطؤ والتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الدول العربية، نهدف إلى فضح جرائم الكيان الصهيوني والإمبريالية العالمية والرجعية العربية، مع السعي إلى جعل المواطن العادي يدرك حقيقة المحتل والمستوطن الصهيوني، لينحاز إلى الحقيقة وإلى الحق الفلسطيني”.

وهذه الوقفة الجديدة هي الحادية والتسعون منذ انطلاق العدوان، حيث دأب التونسيون على تنظيم وقفات دورية في المكان نفسه للمطالبة بغلق السفارة الأمريكية وطرد سفير واشنطن.

وسبق أن نفذت كل من “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” و”الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع”، في أغسطس الماضي، اعتصامًا أطلق عليه “حصار السفارة الأمريكية”، دام ثمانية أيام متتالية، بمشاركة عشرات التونسيين، للتنديد باستمرار العدوان على غزة.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات كارثية.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here