أفريقيا برس – تونس. تستعد تونس لاحتضان جزء من مناورات “الأسد الإفريقي 2025′′، أكبر تمرين عسكري سنوي مشترك في القارة. ومن المرتقب أن تنطلق التدريبات الأسبوع القادم بمشاركة قوات من الولايات المتحدة الأميركية وعدة دول أفريقية وأوروبية. وستشمل المناورات تمارين ميدانية بالذخيرة الحية، وتدريبات لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى أنشطة للدعم اللوجستي والخدمات الطبية. ويهدف هذا التمرين إلى تعزيز قدرات الجيوش المشاركة على العمل المشترك وتحسين التنسيق العسكري والأمني. وتأتي مشاركة تونس للعام الثاني على التوالي تأكيداً لدورها الاستراتيجي في دعم الأمن والاستقرار الإقليميين.
وستحتضن المغرب مناورات “الأسد الإفريقي 2025” خلال شهر مايو المقبل، بمشاركة الآلاف من العسكريين من الولايات المتحدة ودول أفريقية وأوروبية. وستجرى التمارين في عدة مناطق عسكرية مغربية، وتشمل تدريبات جوية وبرية وبحرية، إضافة إلى مناورات لمكافحة الإرهاب والتهديدات غير التقليدية.
بالتوازي مع المناورات الجارية في المغرب، تحتضن كل من غانا والسنغال شقًا آخر من تدريبات “الأسد الإفريقي 2025”. وستشهد الدولتان تمارين عسكرية مشتركة تركز على الجاهزية القتالية وتعزيز التنسيق بين القوات المشاركة في مجالات الدفاع الجوي، والمساعدات الإنسانية، ومكافحة التهديدات العابرة للحدود.
وتداولت العديد من وسائل الإعلام المغربية خبراً مفاده مشاركة إسرائيل في مناورات الأسد الإفريقي 2025 إلى جانب الجزائر. ولكن تبيّن أن الجزائر ستكون مدعوة للمشاركة في المناورات التي ستحتضنها تونس، بينما ستكون إسرائيل مدعوة للمشاركة في الجزء الثاني من المناورات التي ستحتضنها المغرب. وبحسب الخطط الحالية، ستبقى الجزائر مستقلة عن الدول الأخرى المشاركة.
يُذكر أن الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، قام بزيارة إلى الجزائر في 22 فبراير 2025، حيث وُقعت عدة تفاهمات بشأن التعاون العسكري.
الأسد الإفريقي 25: أضخم مناورات على الإطلاق
ينطلق تمرين الأسد الإفريقي 25، التمرين السنوي الأبرز للقيادة الأمريكية في أفريقيا، رسمياً في 14 أبريل 2025 في تونس، على أن تبدأ التمارين لاحقاً في السنغال والمغرب.
سيشارك أكثر من 10,000 جندي من أكثر من 20 دولة، وفقاً لبيان صادر عن قيادة جنوب حلف شمال الأطلسي (أفريكوم)، لتكون هذه النسخة الأكبر حتى الآن.
بقيادة فرقة العمل الأمريكية لجنوب أوروبا وأفريقيا (SETAF-AF)، يعزز التمرين التوافق العملياتي بين الدول الشريكة والتعاون الاستراتيجي عبر تدريبات متعددة المجالات تشمل القدرات البرية والجوية والفضائية والسيبرانية، دعمًا لاستقرار وأمن المنطقة.
تصريحات عسكرية حول أهمية المناورات
قال الجنرال تود و. هانس، القائد العام لقيادة القوات المسلحة لجنوب أفريقيا (SETAF-AF):
“يعد تمرين الأسد الإفريقي 25 من أبرز التمارين المتعددة الجنسيات التي تعزز الجاهزية العسكرية الأمريكية في أفريقيا، وتظهر قدرة القوات المشتركة على الاستجابة للأزمات وردع التهديدات عبر بيئات معقدة متعددة المجالات.”
تفاصيل التدريبات والقدرات المجربة
تشمل الفعاليات الرئيسية:
– تدريبات ميدانية
– عمليات جوية وبرمائية
– تدريبات لقوات العمليات الخاصة
– استخدام نظام HIMARS للنقل السريع
– مساعدات مدنية وإنسانية
– تدريبات الاستعداد الطبي
– اختبار قدرات الدفاع السيبراني
– تجريب أنظمة الجيل الثاني من الأسلحة (NGSW)
الدول المشاركة والدول المراقبة
تشمل قائمة الدول المشاركة في المناورات:
بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، الرأس الأخضر، تشاد، جيبوتي، مصر، فرنسا، الغابون، غانا، غينيا بيساو، المجر، إيطاليا، كينيا، ليبيريا، مالي، موريتانيا، المغرب، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، إسبانيا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الدول المراقبة فهي:
الجزائر، جيبوتي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، موزمبيق، الهند، جمهورية التشيك، تركيا.
تاريخ مناورات الأسد الإفريقي
مناورات الأسد الإفريقي انطلقت رسميًا لأول مرة سنة 2003 كمبادرة تدريبية صغيرة بين الولايات المتحدة والمغرب، ثم تطورت سنة 2004 إلى برنامج تدريبي موسع تحت إشراف القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم).
تأسست مناورات “الأسد الإفريقي” سنة 2003 بمبادرة من الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع المغرب، بهدف تعزيز التعاون العسكري والتنسيق الأمني بين القوات الأميركية ودول إفريقيا. وتطورت هذه المناورات، التي تعد من الأكبر في القارة، لتشمل تدريجياً جيوشاً من أوروبا وإفريقيا، إلى جانب مراقبين من منظمات دولية.
تركزت برامج “الأسد الإفريقي” منذ بدايتها على تدريبات ميدانية مشتركة، منها عمليات الإنزال الجوي، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للتهديدات غير التقليدية مثل الأمن السيبراني والكوارث الطبيعية. وشملت أيضاً دورات في دعم الاستقرار الإقليمي، المساعدات الإنسانية، والتدريب على المهام الطبية العسكرية.
على مر السنوات، توسعت رقعة تنظيم المناورات لتشمل عدة دول مضيفة، مثل تونس والسنغال وغانا، ما منحها بعدًا قارياً أوسع. كما شهدت نسخها الأخيرة مشاركة آلاف الجنود من أكثر من عشرين دولة، مما رسخ مكانتها كمحطة رئيسية في أجندة التعاون العسكري الدولي في إفريقيا.
اليوم، بعد أكثر من عقدين من انطلاقها، قطعت مناورات “الأسد الإفريقي” خطوات كبيرة نحو ترسيخ شراكات أمنية متعددة الأطراف، تعزيز الجاهزية القتالية للقوات المشاركة، ومواكبة التحديات الأمنية المستجدة في منطقة الساحل وشمال إفريقيا وعززت كذلك من نفوذ الولايات المتحدة في أفريقيا.
أهداف نسخة الأسد الإفريقي 2025:
تهدف نسخة 2025 من مناورات “الأسد الإفريقي” إلى تعزيز قدرات الجيوش المشاركة على تنفيذ عمليات متعددة الجنسيات في بيئات معقدة.
ويركز برنامج هذا العام على دعم جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حماية الحدود، وإدارة الأزمات. كما تتضمن المناورات تدريبات على عمليات الإجلاء الطبي، الدفاع السيبراني، والتنسيق بين القوات البرية والجوية والبحرية.
وتسعى نسخة 2025 إلى تعزيز التكامل العملياتي بين الدول الإفريقية والولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، إلى جانب اختبار الجاهزية القتالية وتحسين القدرة على الاستجابة للتحديات الإقليمية مثل الهجرة غير الشرعية والأمن البحري.
وتكتسي هذه النسخة أهمية خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بالمنطقة، مما يجعلها فرصة لتعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات العسكرية بين الحلفاء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس