هالة بن يوسف، قيادية بحزب التكتل مسؤولة عن العلاقات الخارجية
أفريقيا برس – تونس. التحرّك؟ لا. الكلام فقط. ونحن على أعتاب 25 جويلية، عيد الجمهوريّة، يَحقّ لنا أن نسأل: أيُّ جمهوريّة نحتفل بها إذا ظلّت مؤسّساتها تتكلّم أكثر ممّا تفعل؟
منذ أن صوّت التونسيون للمنظومة المؤسّساتيّة الجديدة بعد دستور 2022، ومنحوا مجلس نواب الشعب (ومعه، بدرجةٍ أقل من حيث التأثير، المجلس الوطني للجهات والأقاليم) شرعيّة إدارة الشأن العام… ماذا حدث؟ لا شيء… لا تحمّل فعليّ للمسؤوليّة. لا سعي جادّ إلى حلولٍ وسط ذكيّة في القضايا الجوهريّة. لا مواقف واضحة في الملفات الدوليّة المصيريّة. و”حِنّة” مشاريع قوانين شعبويّة، تافهة، لا تُشبع ولا تُغني من جوع.
أفكار فارغة؟ موجودة بوفرة على كلّ المقاعد، من اليمين إلى اليسار… أمّا حين يتعلّق الأمر بخفض نفقات الدولة أو إعادة ترتيب الأولويّات الاجتماعيّة والاقتصاديّة… فالصمت سيّد الموقف. توقّفت عند عبارةٍ تصلح لنا تمامًا: «إن الهشاشة الطاقيّة لا تنتهي بانتهاء الشتاء؛ من الضروري الاعتراف بها في الصيف أيضاً!» بل وأكثر من ضروري! ففواتير الكهرباء، نقص التكييف، موجات الحرّ، والمعيشة التي تلتهب صيفًا لا تقلّ وطأةً عن برودة الشتاء. فهل سننتبه قريبًا إلى الربيع والخريف أيضًا؟ أم نحتاج إلى استفتاء ضد التطرّف المناخي ! أقصد: درجات الحرارة القصوى، والجفاف، والفيضانات حين تأتي دفعةً واحدة؟ هذا يُذكّرنا بإدغار فور حين قال ساخرًا: «أنا ضد البطالة وضد الفيضانات.» نحن بدورنا يمكن أن نقول اليوم: نحن ضد البطالة… وضد العطش… وضد “السخانة” القاتلة! لكن، ويا للمفارقة، ذلك الرجل كان يمارس السخرية الذكيّة؛ أمّا نحن فصرنا نعيشها واقعًا.
لقد أصبحت الأمور مُرهِقة… ومؤلمة جدًّا. وأنا فعلاً بدأت أشعر بالحرّ… ألا يُصادف أن يكون هناك مشروع قانون يُخفّف عن الناس قبل أن تذوب الجمهورية في قيظ تموز؟ عيد جمهورية سعيد… إذا بقي فينا ما نحتفل به. 25 جويلية عيد الجمهوريّة؟ الكلام أكثر من الفعل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس