قافلة الصمود تعلن عن إطلاق سراح الموقوفين

10
قافلة الصمود تعلن عن إطلاق سراح الموقوفين
قافلة الصمود تعلن عن إطلاق سراح الموقوفين

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. أعلن منظمو قافلة الصمود، عن إطلاق سراح جميع الموقوفين لدى السلطات الليبية، مساء الثلاثاء، وذلك بعد نجاح المفاوضات مع الطرف في الليبي، في انتظار تأكيد وصولهم إلى مكان تواجد القافلة بليبيا، والتي تقبع حاليا بمدينة زليتن، أو تنقلهم بشكل مباشر إلى منازلهم أو إلى أي نقطة آمنة بالنسبة لهم.

وشدد منظمو القافلة على أن عودتهم إلى تونس هي رهن التثبت من سلامة جميع المتطوعين والمشاركين بالقافلة، ورهن إطلاق سراح كافة المحتجزين لدى السلطات الليبية، وهو ما كانت أبلغته إلى جميع وسطاء التفاوض.

وأكد وائل نوار المتحدث الرسمي لقافلة الصمود في تصريح خاص ل”أفريقيا برس”أن” القافلة ستعود إلى تونس لحظة إطلاق آخر سجين لدى السلطات الليبية”، كما أكد نبيل شنوفي المتحدث الرسمي لقافلة الصمود في تصريح ل”أفريقيا برس” أن”القافلة لن ترجع حتى يقع تحرير جميع المحتجزين.”

ومساء الاثنين، قالت القافلة في بيان، إنه” لا يزال 6 من المشاركين فيها رهن الاعتقال لدى قوات شرق ليبيا.” وحسب بيان إعلامي تحصلت “أفريقيا برس” على نسخة منه، فقد تم إطلاق سراح الموقوفين الستة.

وكانت القافلة قد عبرت إلى ليبيا ووصلت حتى مدينة سرت (450 كم شرق العاصمة طرابلس)، لكنها تراجعت إلى مدينة مصراتة إثر رفض حكومة الشرق الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي.

وكانت القافلة التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية، تأمل دخول مصر من معبر السلوم، والتوجه نحو معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، احتجاجا على الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية وإغاثة الفلسطينيين والتعبير عن التضامن معهم ومساندتهم في وجه الإجرام الصهيوني، إلا أن قوات شرق ليبيا نجحت في إحباط تقدم القافلة واستخدمت القوة والعنف، الأمر الذي أجبر القافلة على التراجع حفاظا على سلامة المشاركين.

وأشار عبد الوهاب بن خليفة، المشارك الجزائري بالقافلة، في حديثه مع “أفريقيا برس” بأنه”وقع إطلاق سراح جميع الموقوفين، في انتظار التأكد من وصولهم إلى بر الآمان.”

وبين أن”القافلة قد أخذت قرار العودة إلى الديار بعد منعنها من مواصلة طريقها إلى رفح، كما أنها لن تغادر ليبيا إلا بعد التأكد من إطلاق سراح جميع الموقوفين”.

وفي معرض تعليقه عن الصعوبات التي واجهت القافلة في ليبيا، لفت بالقول”أي عمل يجد صعوبات وعراقيل وكنا نتوقع بعضها، إلا أنه لم نكن نتوقع أن ترجع القافلة وتمنع من مواصلة طريقها إلى معبر رفح”.

وبينما ذهبت بعض التخمينات إلى مساعي منظمي القافلة إلى التفاوض مع حكومة الدبيبة بالغرب لأجل نقلهم إلى رفح عبر سفينة بحرا، إلا أن بن خليفة نفى ذلك، وأوضح “لم نرى من حكومة الدبيبة وأهل الغرب الليبي إلا الخير والاستقبال والحفاوة الطيبة، وموضوع السفينة لم يتم الاتفاق عليه ويحتاج إلى تنسيقات وترتيبات كبيرة حسب خبرتنا.”

وأردف”القافلة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وسنواصل الفعاليات حتى فك الحصار وإيقاف الإبادة، ونطمئن أحرار العالم والمناصرين للقضية الفلسطينية بأننا سنواصل المسير والعمل”.

وعلى الرغم الضغوط التي واجهت القافلة خاصة في ظل سوء المعاملة التي تعرضت له خلال تواجها على مشارف مدينة سرت التابعة لحكومة الشرق الليبي، حيث تعرضت إلى الاعتداء والتجويع، إلا أنها خاضت مفاوضات مع الطرف الليبي، واشترطت العودة إلى تونس إلا بالإفراج عن جميع الموقوفين والمحتجزين.

ولفت مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان في حديثه مع “أفريقيا برس” بأن”إطلاق سراح الموقوفين هي نقطة الفصل التي ستحسم عودة القافلة إلى تونس.”

وعلق” لقد تمسك منظمو رغم الظروف الصعبة بإطلاق سراح جميع الموقوفين، وقد انتقلوا بين أرجاء مدينة زليتن لأجل الضغط والمطالبة بالإفراج عنهم.”

وكشف أن”المرصد التونسي لحقوق الإنسان عمل على مدى ثلاث أيام لأجل المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، وذلك عبر التفاوض مع الطرف الليبي في الشرق، وقد قمنا بطمأنة القافلة بأن الموقوفين بخير”.

وأردف” لقد أكدنا للطرف الليبي أن هدف المشاركين بالقافلة هو فقط نصرة القضية الفلسطينية. وأنه لا نية للقافلة للمس من أمن وسيادة ليبيا أو مخالفة القانون الليبي، نحن نحترم السيادة الليبية، لذلك كان لا بد من الإفراج عنهم، لأن هدفهم الوحيد نصرة القضية، وليس لهم أي غاية أخرى.”

وكان منظمو القافلة قد أعلنوا مساء الخميس، أن قوات ليبية أوقفت سيرها عند مدخل سرت، في حين قالت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي، الجمعة، أنها “تسمح للأجانب بدخول أراضيها، بشرط حصولهم على الإجراءات القانونية الكاملة”.

وأفادت بأنه”ثبت من الفحص الميداني أن عددا من المشاركين لا يحملون جوازات سفر سارية، وبعضهم لا يملك أي أوراق ثبوتية”، وهو ما نفاه منظمو القافلة الذين أكدوا على احترامهم كافة الإجراءات القانونية لدخول البلاد.

وتقول أوساط سياسية أن حكومة الشرق الليبي رضخت للضغوط المصرية خاصة بعد أن ألمحت القاهرة عن رفضها دخول القافلة إلى أراضيها بحجة الحفاظ على الأمن القومي وما تعيشه المنطقة من توترات أمنية.

وأثار صمت السلطة التونسية عما واجهته قافلة الصمود من صعوبات ومتاعب في ليبيا الاستغراب خاصة لما يعرف عن الرئيس قيس سعيد لمناصرته القوية للقضية الفلسطينية، ورغم أن صمته إزاء ما تعرضت له القافلة من قبل سلطات الشرق يضعه في موقف محرج، إلا أن السماح للقافلة بعبور معبر رأس جديد يعني ضمنيا موافقة السلطة على تحركاتها ومنحها الضوء الأخضر، وفق استنتاجات المتابعين.

واعتبر المحلل السياسي فريد العليبي، في حديثه مع “أفريقيا برس” أن”الحكومة التونسية تعاملت مع القافلة من موقع المناصرة والدعم لذلك لم تعرقل تنقلها في تونس حتى اجتيازها معبر رأس جدير، كما كانت التغطية الإعلامية مقبولة وشاركت منظمات مثل الهلال الأحمر التونسي في الإحاطة بالمشاركين”.

وفي تقديره فإن”القضية الفلسطينية حاضرة في عقول وقلوب التونسيين منذ وقت طويل، وستظل حتى تحرير فلسطين والقافلة هي جزء بسيط من ذلك التعبير، ولا ينبغي التعامل معها من موقع النجاح أو الفشل في الوصول إلى رفح، إذ يكفي أنها انطلقت في اتجاه هدف عنوانه نصرة فلسطين.”

ويؤكد متابعون ومحللون أن قافلة الصمود نجحت معنويا في إحياء القضية الفلسطينية في الوجدان العربي وأعادت الثقة في قدرة المقاومة والصمود العربي على الانتصار على الكيان الصهيوني، رغم فشلها ميدانيا في الوصول إلى رفح وكسر الحصار عن قطاع غزة.

ويشير معز الحاج منصور، الناشط السياسي في حديثه مع”أفريقيا برس” أن”قافلة الصمود وكسر الحصار تحرك جماهيري لنخبة شبابية تحمل وعيا عميقا بمركزية القضية الفلسطينية، فهي ليست تحركا لأنظمة سياسية، والأهم من ذلك أنها لم تجد أية عوائق أو موانع من أنظمة سياسية تنتصب في الجزائر وتونس وطرابلس الغرب.”

وبرأيه”لو تحركت هذه المجموعات الشبابية بدعم حكومي لفقدت بريقها وجاذبيتها الجماهيرية وتلقائيتها، ثم لا ننسى أن الحكومات العربية تقع تحت ضغوط سياسية من الغرب بقيادة واشنطن في خصوص قضية فلسطين.”

وأبرز”القافلة لم تفشل، بل نجحت في ملء الضمير الجماعي العربي والإسلامي بالقيم الإنسانية الداعمة للشعب الفلسطيني في غزة، لكنها واجهت عائقا أول وهو امتناع نظام حفتر في بنغازي عن السماح لها بالمرور في استجابة منه لضغوط أمريكية وإسرائيلية وعربية خليجية، هذا ما بفسر سوء معاملة جنود حفتر للمتطوعين في القافلة.”

وحسب الحاج منصور فإن”العائق الثاني هو اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي جذبت إليها كل أنظار العالم، واستفرغت كل الجهد الإعلامي ولم يعد لاستمرار مسيرة القافلة أي معنى، الحرب بين طهران وتل أبيب أفرغت القافلة من كل دلالاتها الرمزية، لكن رغم ذلك، فقد حققت القافلة انجازا معنويا وثقافيا وسياسيا اختزل موقف الشعوب العربية من قضية فلسطين، وأحيى مشاعر كان الزمن قد أماتها”.

وخلص بالقول “لقد ساعدت هذه القافلة على كشف التضليل الإعلامي المركز حول وجود ما يسمى بإسرائيل، وحاربت القافلة من حيث لا تدري كل مشاريع التطبيع واستنبتت قيم النضال والكفاح في زمن ماتت فيه الأيديولوجيات، وتراجع فيه دور الأحزاب والجمعيات خاصة في تونس”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here