أفريقيا برس – تونس. وصل 10 ناشطين تونسيين من إجمالي 25 مشاركا بأسطول الصمود لكسر الحصار عن قطاع غزة، مساء الأحد، إلى مطار قرطاج الدولي بالعاصمة تونس، بعد إفراج إسرائيل عنهم، عقب اعتقالهم خلال إبحارهم نحو القطاع.
وبحسب مصادر اعلامية، عجّ مطار قرطاج بمئات المواطنين الذين كانوا في استقبال النشطاء المفرج عنهم، حيث استقبلوهم بالورود والهتافات والتصفيق، رافعين الأعلام التونسية والفلسطينية.
والتونسيون المفرج عنهم هم: محمد علي محي الدين، وعزيز ملياني، ونور الدين سلواج، وعبد الله المسعودي، وحسام الدين الرمادي، وزياد جاب الله، وحمزة بوزويدة، ومحمد مراد، وأنيس العباسي، ولطفي الحجي.
واعتبارا من مساء الأربعاء، استولت السلطات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها، ونقلتهم إلى سجن كتسيعوت (جنوب)، قبل أن تعلن البدء بترحيلهم، الجمعة.
ونقلت وسائل إعلام عن عدد من الناشطين المطلق سراحهم، أنهم تعرضوا وآخرين ممن كانوا معهم وبينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، إلى “معاملة قاسية” عقب اعتقال السلطات الإسرائيلية لهم بعد مهاجمتها للأسطول.
وفي تصريحات إعلامية، عقب وصوله إلى مطار قرطاج، قال الناشط محمد علي محي الدين، ربّان سفينة أمستردام (إحدى سفن الأسطول)، إنه “عند المواجهة مع جنود الاحتلال اكتشفنا أنهم مجرد بعبع (فزاعة)، وأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”.
وأضاف محي الدين، أن “إسرائيل بعبع، لديها تجهيزات وبروباغندا (دعاية) إعلامية كبيرة، لكن العنصر البشري بها من أجبن ما يكون، ترى أن لهم ملامح بشرية؛ لهم أيدي وأرجل، لكن ليس لهم أي ذرة إنسانية”.
وتحدّث محي الدين، بتأثر كبير، عن “رسائل الفلسطينيين المكتوبة في الزنازين التي احتجز بها الناشطون”.
وأوضح: “كانت رسائل الفلسطينيين تدمي القلب، لقد تأخرنا كثيرا عنهم، أناس يُعذّبون ويُقتلون، ومن بين ما كُتب أسماء سجناء وتواريخ من الواضح أن الإسرائيلي كان يحرص على محوها، رسائل كُتبت بالدم ولم تكن واضحة بشكل جيد”.
وأشار محي الدين، إلى أن العديد من الناشطين الذين رافقوه “وقع تعنيفهم من قبل الاحتلال”.
يُذكر أن عددا من المشاركين في الأسطول العالمي المفرج عنهم مؤخرا، أكدوا تعرض ناشطين تونسيين لاعتداءات عنيفة داخل المعتقلات الإسرائيلية من بينهم: مهاب السنوسي، ووائل نوار، وياسين القايدي.
وأشاروا إلى تعرض المحتجزين “من بلدان المغرب العربي، وخاصة التونسيين، لمعاملة سيئة وغير إنسانية”، وفق بيانات سابقة أصدرتها الصفحة الرسمية لأسطول الصمود المغاربي.
ويواصل الناشطون التونسيون المحتجزون حاليا وعددهم 15، إضرابهم المفتوح عن الطعام، منذ ليلة الخميس، احتجاجا على الانتهاكات التي طالتهم أثناء احتجازهم، وعلى ظروف معاملتهم القاسية داخل السجون الإسرائيلية، بحسب بيان للأسطول المغاربي.
وفي وقت سابق الأحد، قال الأسطول المغاربي، في بيان، إنّ “القائمة التي ستُرحَّل اليوم من إسرائيل إلى مطار إسطنبول تضمّ 21 إسبانيًا و4 ألمان و4 برتغاليين”.
وطمأن الأسطول “جميع العائلات والأصدقاء التونسيين بأنّ جميع النشطاء المعنيين قد صدرت في شأنهم بطاقات ترحيل، ولا توجد أيّ حالة مستثناة”، مؤكدا أن “قرارات الترحيل ستُصدر تباعًا”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 قتيلا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس