أفريقيا برس – تونس. أرجأ القسم المغاربي من أسطول الصمود العالمي انطلاقه من تونس من الأحد إلى الأربعاء المقبل، لينضم إلى السفن المتجهة من إسبانيا وإيطاليا إلى غزة لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين هناك.
وكان مقررا للأسطول المغاربي أن ينطلق الخميس لكنه أُجل إلى الأحد بسبب سوء الأحوال الجوية وتأخر انطلاق الأسطول من برشلونة، قبل أن يؤجل ثانية إلى الأربعاء المقبل للأسباب ذاتها، بحسبما ما ذكر الأسطول عبر صفحته على منصة فيسبوك.
يأتي ذلك في وقت قال فيه النائب عن حركة الشعب التونسية محمد علي، في مؤتمر صحفي، إنه سيمثل النواب التونسيين في مشاركته بالأسطول “من أجل نصرة فلسطين”، مبينا أن البرلمان شكل لجنة متابعة للأسطول، للاستعداد والتحرك في أي ظرف طارئ.
وأبدى علي، سعادته بأن تكون تونس الحاضنة الأولى لانطلاق رموز العالم المؤمنين بالحرية إلى غزة، مضيفا أن سلاحهم الوحيد هو الحق والعدل وحرية فلسطين، والإيمان بأن القضية عادلة.
ووجه رسالة إلى النواب في أنحاء العالم، لتشكيل جبهة برلمانية دولية في سبيل “الانتصار على إسرائيل، والتصدي لآلة القتل في غزة”.
ولفت النائب التونسي إلى أن إبحارهم إلى غزة محفوف بكل الاحتمالات، لأن “العدو الإسرائيلي” قادر على فعل كل شيء، مشددا على أن ليس أمامهم سوى أن يتحملوا نصرة لفلسطين.
جبهة الخلاص تؤكد دعم أسطول الصمود
في غضون ذلك، أكدت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، مساء اليوم السبت، مساندتها لأسطول الصمود، ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية، مبينة خلال وقفة تضامنية في العاصمة تونس أن القضية الفلسطينية ستظل تجمع كل القوى الوطنية. ورفع المحتجون شعارات: “غزة غزة رمز العزة”، “فلسطين حرة حرة”.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، إنّ “على التونسيين الحضور بكثافة في توديع أسطول الصمود الذي سينطلق من ميناء سيدي بوسعيد في تونس العاصمة”، مؤكداً أنّ الحدث “تاريخي وشرف للتونسيين ولكل مشارك في هذا الأسطول”، معتبراً أنه “أمام العدوان الصهيوني على أهل غزة فإنه كان لا بد من مزيد دعم الشعب الفلسطيني”. وأضاف أنّ “التونسيين سيودعون بحرارة الأسطول وسيكونون كلمة واحدة في دعم الشعب الفلسطيني”.
من جانبه، قال عضو جبهة الخلاص الوطني والناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري، إنّ “الشباب المشاركين في أسطول الصمود هم من كل الانتماءات والتوجهات الفكرية، فالقضية الفلسطينية قضية جامعة، وموحدة للجميع، وهم يعبرون في الحقيقة عن الشعب التونسي الذي عرف بمساندته لفلسطين”، مشيراً إلى أن “حرب الإبادة والتجويع تحتم على الجميع مواصلة النضال الى حين استرجاع الحقوق”.
وقال الخميري إنّ “وجود مساجين سياسيين هو عنوان لأزمة سياسية في تونس، وتجريم الفعل السياسي لا يجب أن يستمر”، مؤكداً أن “أغلب القادة السياسيين معروفون بنضالهم ودفاعهم عن الحقوق والحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولذلك فإن الوقفات الدورية للمطالبة بإطلاق سراح جل المعتقلين ستُستأنف مجدداً في وقفات دورية نصف شهرية”.
وانتظمت بالتوازي وقفة مساندة للشعب الفلسطيني، ببادرة من جمعية أنصار فلسطين في تونس. وقال نائب رئيس جمعية أنصار فلسطين، رضا الدبابي، “إننا ندعو جميع التونسيين إلى توديع أسطول الصمود الذي ستشارك فيه 44 دولة من مختلف الجنسيات”، مؤكداً أنه “يجب عدم ترك غزة وحيدة”. وأضاف الدبابي أنّ “هناك حرقة كبيرة إزاء ما يحصل في غزة”، مشدداً على أنّ “القضية الفلسطينية هي البوصلة وموحدة للجميع، وأبسط شيء بمكن تقديمه هو توديع أسطول الصمود ودعم المناضلين الذين سيكونون على متنه”.
بدوره، قال الناشط بالمجتمع المدني، نوري الجبالي، إنّ “اللحظة تاريخية وفارقة”، مبيناً أنه “أمام ما يحصل من تدمير وإبادة في غزة وأمام مراقبة المجتمع الدولي لكل ما يحصل من تجويع، فإنه كان لا بد من التحرك وتنظيم هذا الأسطول والمقاومة هي الروح والشارع الحر هو الإسناد الحقيقي للشعب الفلسطيني”.
وأكد “أسطول الصمود العالمي”، الجمعة، التزامه الثابت بمهمته في كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، على الرغم من التحديات البحرية والتهديدات المتصاعدة من المسؤولين الإسرائيليين. وقال، في بيان، إن معظم سفن الأسطول في طريقها إلى تونس الآن، بعد مغادرتها الموانئ الإسبانية. وأضاف أن قاربين من أصل أربعة قوارب، خضعت لإصلاحات بسبب العاصفة، تستعد مجدداً للانضمام إلى الأسطول في برشلونة، حيث تجرى فحوصات أمان معززة وبروتوكولات تشغيلية مع استعداد الأسطول للمرحلة التالية من رحلته.
ونهاية أغسطس/آب المنصرم، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين الماضي من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة ثالثة ستنطلق من تونس الأربعاء، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة، بهدف محاولة كسر الحصار الإسرائيلي.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلن مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي” تفشي المجاعة في محافظة غزة شمالي القطاع، محذرا من توسعها إلى مناطق أخرى جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.
وتفرض إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي حصارا مطبقا على الفلسطينيين بالقطاع، حيث أغلقت المعابر ولم تسمح إلا بكميات شحيحة جدا من المساعدات لا تتناسب مع احتياجات القطاع، وقامت بتوزيعها عبر مؤسسات “مشبوهة” لا تتبع للأمم المتحدة، وأطلقت النار على منتظري المساعدات وأوقعت آلافا منهم بين قتيل وجريح.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و368 شهيدا، و162 ألفا و367 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس