أفريقيا برس – تونس. انطلق، الأحد، من ميناء برشلونة الإسبانية “أسطول الصمود العالمي”، في أكبر تحرك بحري تضامني مع الشعب الفلسطيني في غزة، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. ويشارك في الأسطول عشرات السفن والقوارب التي تحمل ناشطين ومساعدات إنسانية، على أن تنضم إليه سفن أخرى من تونس ودول مطلة على المتوسط في الرابع من سبتمبر المقبل.
وأكد المنظمون أن الأسطول يمثل “أكبر مهمة تضامنية في التاريخ”، حيث يشارك فيه ناشطون من أكثر من 44 دولة، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة وفنانين وأكاديميين. وقال المتحدث باسم الأسطول، سيف أبو كشك، إن المبادرة جاءت بعد فشل محاولات سابقة مثل سفينتي “مادلين” و”حنظلة”، مشددا على أن هذه التجربة الجديدة تتميز بالالتفاف الشعبي الواسع والتنظيم المشترك بين منظمات إنسانية وحقوقية وفعاليات مدنية.
وأضاف أبو كشك أن اختيار ميناء برشلونة لم يكن اعتباطيا، “فالمدينة ومقاطعة كتالونيا تحملان رمزية تاريخية في دعم القضية الفلسطينية، كما أن الميناء استُخدم مؤخرا في استقبال سفن محملة بالأسلحة المتجهة إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار غضبا واسعا ودفع لاختيار المكان كنقطة انطلاق للأسطول”.
وشدد المتحدث على أن “الأسطول ليس مجرد مبادرة رمزية، بل فعل احتجاجي عالمي ورسالة إنسانية قوية ضد الإبادة والتجويع المستمر في غزة”، مؤكدا أن المشاركين على دراية بحجم المخاطر التي قد يتعرضون لها، لكنهم يعتبرونها أقل مما يواجهه الفلسطينيون يوميا تحت الحصار والقصف.
من جهتها، قالت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وهي عضو باللجنة التوجيهية للأسطول، إن هذه المهمة “ستسعى للوصول إلى غزة وتسليم المساعدات الإنسانية وإعلان فتح ممر إنساني، ثم جلب المزيد من المساعدات لكسر الحصار بشكل نهائي”. وأضافت: “لم يكن ينبغي أن يوجد أسطول مثل هذا، لكن عجز الحكومات وخذلانها للشعب الفلسطيني جعل الأمر متروكا للمواطنين العاديين”.
كما شاركت شخصيات سياسية في دعم المبادرة، إذ وصفت النائبة البرتغالية ماريانا مورتاغوا المهمة بأنها “قانونية بموجب القانون الدولي”، فيما أكد برلمانيون إسبان أنهم طالبوا الحكومة بضمان حماية المشاركين. وأعلن وزير الخارجية الإسباني أن بلاده “ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنيها” المشاركين في الأسطول.
ويُتوقع أن تتواصل الفعاليات المرافقة للأسطول في أكثر من 44 دولة، تشمل مظاهرات ووقفات احتجاجية أمام السفارات والقنصليات الإسرائيلية، إضافة إلى أنشطة ثقافية وفنية تهدف إلى إبراز مأساة غزة وكسر جدار الصمت الدولي.
وختم أبو كشك بالقول: “كل مشارك في الأسطول يعلم تماما مستوى الخطر الذي قد يتعرض له، لكننا جميعا مقتنعون بأن صوت العدالة أقوى من الحصار، وأن هذه الجهود الشعبية المتراكمة هي الطريق الوحيد لوقف الإبادة ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس