أسطول الصمود: ترحيل آخر المحتجزين بينهم 15 تونسيًا

6
أسطول الصمود: ترحيل آخر المحتجزين بينهم 15 تونسيًا
أسطول الصمود: ترحيل آخر المحتجزين بينهم 15 تونسيًا

أفريقيا برس – تونس. أكدت مصادر قانونية أن جميع المشاركين في أسطول الصمود العالمي عبروا رسميًا جسر الملك الحسين ووصلوا إلى الأراضي الأردنية الثلاثاء، في عملية تسليم تمت بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحًا بتوقيت عمّان، وبحضور ممثلين دبلوماسيين من تونس.

وقال الفريق القانوني المساند للأسطول إن المجموعة الأخيرة من المشاركين التونسيين، وعددهم خمسة عشر، تم استقبالهم من قبل السلطات الأردنية، مشيرًا إلى أن العملية شملت أيضًا مشاركين من الجزائر، المغرب، الكويت، ليبيا، الأردن، باكستان، البحرين، تركيا، وسلطنة عُمان.

وأضاف الفريق أن المشاركين واجهوا ظروفًا قاسية بعد اختطافهم في المياه الدولية من قبل سلطات الاحتلال، وتعرضوا لسوء معاملة وتعذيب جسدي ونفسي داخل سجن النقب، أحد أسوأ السجون الإسرائيلية.

وقالت الخارجية الأردنية في بيان إن مواطنة أردنية و130 شخصًا من رعايا 23 دولة أخرى وصلوا إلى المملكة عبر جسر الملك حسين (معبر الكرامة).

وأوضحت أن المرحلين إلى جانب المواطنة الأردنية هم رعايا من البحرين، وتونس، والجزائر، وسلطنة عمان، والكويت، وليبيا، وباكستان، وتركيا، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكولومبيا، والتشيك، واليابان، والمكسيك، ونيوزيلندا، وصربيا، وجنوب إفريقيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وأوروغواي.

ولفتت الوزارة إلى أنها “سهلت عبور هؤلاء الأشخاص بالتعاون مع السلطات الأردنية، وقدمت لهم كل ما يحتاجونه من مساعدات”، موضحةً أنه جرى التنسيق مع الدول المذكورة لتنظيم وتسهيل مغادرة رعاياها من الأردن إلى بلادهم.

وأشاد الفريق القانوني بجهود محامي مؤسسة “عدالة”، الذين تابعوا القضية رغم التحديات والتضييقات، مؤكدًا أن صمود المشاركين يعكس إرادة الشعوب الحرة في مواجهة الظلم.

وختم البيان بالتأكيد على أن القضية لم تنته بعد، وأن المساءلة القانونية مستمرة، داعيًا إلى دعم أوسع لحملات التضامن مع المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال.

من جانبه، صرّح نبيل الشنوفي، عضو هيئة تسيير الأسطول المغاربي، بأن “النشطاء لم يتمكنوا من إتمام مهمة الأسطول كما كان مخططًا، لكنهم نجحوا في كسر شوكة الكيان المحتل، وستظل الملاحم مستمرة ما دامت غزة تحت القصف ولم تتحرّر بعد”.

أما مازن عبد اللاوي، أحد المشاركين في الأسطول، فأكد أن النشطاء مرّوا بظروف صعبة جدًا أثناء احتجازهم من قبل سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ معاناة الأسرى الفلسطينيين تبقى أشدّ وأقسى.

بدوره، تحدث وائل نوار، عضو هيئة التسيير المغاربي، عن الأوضاع القاسية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون، بمن فيهم الأطفال، داخل سجون الاحتلال، حيث يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة بشكل متواصل.

وأضاف نوار أنّ ثلاث سفن تونسية كانت الأقرب إلى سواحل غزة من بين سفن الأسطول العالمي قبل اعتراضها من قبل قوات الاحتلال، مؤكدًا أنّ “أسطول الصمود لن يكون الأخير”، ومعبّرًا عن أمله في أن يتمكّن الأسطول القادم من إتمام مهمة كسر الحصار عن غزة.

ومن المنتظر أن تصل الدفعة الثانية والأخيرة من النشطاء التونسيين المشاركين في الأسطول إلى تونس يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، وهم:

سيرين الغرايري، فداء عثمني، مهاب السنوسي، مازن عبد اللاوي، لؤي الشارني، غسان كلاعي، خليل الحبيبي، أشرف خوجة، جهاد الفرجاني، نبيل الشنوفي، محمد أمين حمزاوي، ياسين القايدي، وائل نوار، غسان الهنشيري، ومحمد علي.

ودعت هيئة تسيير الأسطول المواطنين إلى الحضور بكثافة لاستقبالهم في مطار تونس قرطاج الدولي على الساعة الرابعة مساءً، احتفاءً بعودتهم وتقديرًا لموقفهم التضامني مع الشعب الفلسطيني بعد أن سطّروا بجرأتهم صفحة جديدة من الشرف العربي والإرادة الإنسانية وحملوا على عاتقهم رسالة الحرية والكرامة والإنسانية في وجه آلة القمع والحصار.

أسطول الصمود العالمي هو مبادرة مدنية دولية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وقد شارك فيه عشرات النشطاء من مختلف الجنسيات.

خلال رحلته الأخيرة، تعرض الأسطول لعملية اختطاف في المياه الدولية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الحقوقية.

المشاركون احتُجزوا في ظروف قاسية داخل سجن النقب، قبل أن تبدأ عمليات الإفراج والتسليم تدريجيًا.

وصولهم إلى الأردن يمثل خطوة مهمة في إنهاء هذا الملف، لكنه يفتح أيضًا الباب أمام مطالبات قانونية بمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته، ويعزز من زخم التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here