افريقيا برس – تونس. حياة بن يادم سيدي الرئيس، انتخبناكم لتكونوا الرئيس الجامع لكل التونسيين، لكن للأسف، في هذه الأزمة المتعلقة بأداء اليمين الدستورية لوزراء التحوير الحكومي الأخير ارتأيتم أخذ صورة تذكارية في قصر الشعب، قصر قرطاج، صحبة نادية، و نواب يمثلون أقلية، و غيبت الأكثرية، مع انتقاء نائبين من النهضة كديكور مكمل للصورة الاستعراضية. و الحال و أنكم رمز وحدة الدولة، و كان الأجدى بكم أن تكونوا المبادر بالاجتماع برئيس البرلمان و رئيس الحكومة وأن تكونوا المهندس لحلحلة الأزمة.
سيدي الرئيس، خلال ولايتكم التي تجاوزت السنة لم نرى ديبلوماسية تجلب الاستثمارات الخارجية لخلق فرص التشغيل، حيث كنتم المتغيب رقم واحد عن المحافل الدولية نذكر منها قمتين افريقيتين، و منتدى دافوس و القمة الصينية الإفريقية. و هذه القمم تعتبر فرصة لفتح آفاق اقتصادية. كما أن الشقيقة و الجارة ليبيا و الفرصة الذهبية منسية من حساباتكم الديبلوماسية.
سيدي الرئيس، زيارتكم لفرنسا، وصمة عار حيث قمتم بتبييض المستعمر فأصبح الحامي، و مهينة في حق شهداء دفعوا دماءهم و أرواحهم فداء لتحرير الوطن. و أصبح الاحتلال الفرنسي بقدرة قادر الحلول الفرنسي. و نحن الذين كنا نتمنى أن تطلب من فرنسا الاعتذار عن جرائمها مثلما فعلت الجزائر. سيدي الرئيس،
لم نرى في القصر لا رؤساء سابقين و لا سياسيين و لا مثقفين و لا منتديات للحوار حول مستقبل الوطن، و حتى من زارك في القصر تستغل الفرصة لتلعب دور الأستاذ الآمر الناهي، و الظهور بمظهر الفاتق الناطق بخطاب غامض و جاف مشبع بالتهديد و الوعيد، و ألفاظ تدعو للكآبة ك “الغرف المظلمة” و “المؤامرات و المناورات التي تحاك في الخفاء” و ترذيل مؤسسات الدولة، و الحال و أن الشعب تعب من المناكفات و تسجيل الأهداف و معارك التموقع السياسي، ويريد منكم تحمل مسؤوليتكم التاريخية و ينتظر منكم خطاب عقلاني رشيد و مطمئن. سيدي الرئيس، في قصر قرطاج لا نرى سوى نادية فقط بطلة الجواب المسموم الذي لم نعرف إلى اليوم حقيقته. سيدي الرئيس،
نشاطكم شعبوي يقتصر على القهوة.. السوق.. المخبزة.. الجامع .. و لم تكتف بلقاء بعض المواطنين المبرمجين سلفا كالعادة بالمطالبة بحل البرلمان، بل و في سابقة اتخذتم من المسجد المخصص للصلاة و ذكر الله لا غير، مكانا لإلقاء الخطابات الاستفزازية و ترويع مواطن ذنبه الوحيد أنه خالفكم الرأي عوضا عن الإصغاء إليه و بث الطمأنينة. و الحال و أن مجالكم كرئيس دولة هي المحافل الدولية و الملتقيات و الندوات و الحوارات التي تجمع مختلف الحساسيات السياسية التي تدفع بالبلاد نحو الأفضل. لا أدري ماذا تفعل نادية و ترسانة المستشارين في قرطاج؟ هل يريدون تدمير الديمقراطية التونسية؟.
سؤالي الأخير وجدت إجابته عند الدكتور عزمي بشارة في لقاء تلفزيوني حول التجربة الديمقراطية في تونس، تحدث خلالها عن المهمات الطارئة لإنقاذ التجربة المذكورة. حيث وصف تجربة تونس “قصة نجاح في تداول السلطة والانتخابات وسط محيط لا يساعد على ذلك، بثورات مضادة وحروب أهلية”. و اعتبر أن تونس “أمام نظام ديمقراطي في خطر”. هذا الخطر مردّه حسب رأيه، عدم تطبيق الدستور الذي اعتبره من أفضل دساتير العالم، و عدم سنّ قانون انتخابي جديد لأن الحالي يصلح لانتخاب مجلس تأسيسي و ليس برلماني. و للخروج من الأزمة خلص الرجل إلى 3 نقاط:
الاتفاق بأسرع وقت على تأليف محكمة دستورية. تغيير قانون الانتخاب. أن تتصرف الرئاسة بمسؤولية لا أن تصبح طرفاً في مهاجمة الحكومة والبرلمان. و أشار كذلك إلى وجود “ظواهر شعبوية” حيث قال “حتى وصل الأمر بسياسيين سقطوا في الانتخابات، إلى حد رفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام .. وهذا نوع من سلوكيات الثورات المضادة التي تمارسها فئات تدخل إلى البرلمان لتعطيله ولإعادة الاستبداد”.
بانتهاء البرنامج جال فكري بعيدا في الزمن، هناك، خلال حرب العراق حيث تظاهر الجزائريون رافعين شعارات ملحّنة “اعطونا صداااام.. نعطيكم شاذلي”. أما لسان حالي فيقول “اعطونا عزميييييييي.. نعطيكم نادية”.





