الاعلام الإماراتي: من حقّنا حماية طائراتنا من بلد الدواعش وجهاد النكاح

1400

 

بقلم: طارق عمراني

كما كان منتظرا إنخرطت الصحافة الإماراتية في حملة مضادة ضد تونس بتبرير قرار سلطات بلادهم بمنع التونسيات منذ يوم الجمعة 23 ديسمبر من السفر عبر الناقلة الإماراتية ، ففي كلمة رئيسة تحرير صحيفة البيان واسعة الإنتشار التي حملت عنوان “تفاديا للتأويل و المغالطات” بتاريخ الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 ، إعتبرت الصحفية منی بوسمرة أن الإمارات كانت وستبقی سندا لكل العرب مستغربة من موقف الأخيرة بمنع وصول الطائرات الإماراتية إلی أراضيها علی خلفية “قرار فني وأمني” إتخذته شركة الطيران الإماراتية فالقرار حسب تعبير الصحفية “لم يكن سياسيا” عكس القرار التونسي “الموتور والمتسرّع الذي لا يليق بحجم العلاقات بين البلدين” .

كما استهجنت الصحفية الإماراتية “حملات التشويه” التي تتعرض لها بلادها عبر صفحات و حسابات مواقع التواصل الإجتماعي في تونس مؤكدّة أن جهات محدّدة ومعلومة هي التي تقف وراء توظيف القرار الإماراتي، كما توقعت الكاتبة الإماراتية إستحالة إعادة طيران الإمارات تشغيل خطّها الجوّي مع تونس أو إقتصاره علی الصبغة التجارية وهو ما سيتضرر منه “الأشقاء التونسيون نتيجة تسرّعهم” حسب تعبيرها حيث أشادت بالعقلانية الإماراتية التي تسعی لحماية طائراتها و مطاراتها وأمنها في علاقة بالمعلومات التي تشير إلی وجود أكثر من ثمانية آلاف داعشي تونسي ومئات التونسيات الداعشيات وغيرها من المعلومات المتدفقة يوميا، وختمت الصحفية مقالها بدعوة التونسيين إلی “التعقّل في هذا الظرف الحسّاس” مؤكدة أن الإمارات “ستبقی وفيّة للجميع و تراهن علی العقلاء في كلّ مكان”.

وفي نفس السياق تساءلت صحيفة الإمارات اليوم في مقال لها بتاريخ الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 حمل عنوان “من الخاسر جرّاء قرار تونس الإنفعالي !؟” حيث استغرب كاتب المقال من ردة الفعل التونسية “المبالغ فيها” من قرار أمني معمول به في كل العالم غير أنه تحول في تونس إلی “مسألة كرامة وأشياء أخری” بدل “توجيه الشكر لطيران الإمارات” ، كما قام المقال اسوة ببقية الصحف الاماراتية بإستحضار سردية “أعداد الدواعش التونسيين” والأرقام الألفية وشماعة “التونسيات و جهاد النكاح” كما أكدّ المقال أن الهجمة الإعلامية علی الإمارات تعكس “حقد التونسيين الدفين” علی التجربة الإماراتية الناجحة و”مستوی تفكير سطحي” يعكس الإنحطاط الأخلاقي كما أشار المقال في نبرة تهديدية إلی عدم مراعاة الحكومة التونسية لمصالح جاليتها المقيمة في الإمارات مؤكّدا أن “طيران الإمارات” لن تخسر كثيرا من وقف رحلاتها إلی تونس ولن يضرّها إن لم تهبط في مطار قرطاج فهي شركة ضخمة تربط شرق العالم بغربه وختم المقال بإعتبار المواطن التونسي الخاسر الوحيد بسبب قرارات “متسرعة” من “السطحيين و الغوغائيين” التي ستجعل الناقلة الإماراتية تعيد حساباتها في إعادة تشغيل رحلاتها إلی تونس.

وكانت وزارة النقل التونسية قد قرّرت مساء الأحد، “تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية، من تونس وإليها، إلى حين تمكن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية”. يذكر أن شركة طيران إماراتية اتخذت منذ يوم الجمعة الماضي، قرارا يتمثل في منع تونسيات من السفر على متن طائرتها المتوجهة إلى دبي واللاتي بقين عالقات بالمطارات، رغم اقتطاعهن لتذاكر السفر.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here