علّق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عن اعتزام عدد من النواب تشكيل جبهة برلمانية في البرلمان، واعتبر أنّ هذه الخطوة تمثّل استمرارا لما وصفه بمنطق الإقصاء والاستئصال الذي يستهدف الحركة.
ووصف الغنوشي في تصريح لموزاييك خلال افتتاح مؤتمر شباب حركة النهضة في الجامعة اليوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 هذا بالمشروع ”بالعدمي الذي لا يضيف شيئا للتونسيين” وفق تعبيره.
وقال ”ماذا ستقدم هذه الجبهة لتونس غير انّها ضدّ النهضة… الضد لا يصنع مشروعا بل يصنع عدم”.
وبالعودة للجبههة البرلمانية قال النائب عن كتلة الحرة لحركة مشروع تونس الصحبي بن فرج إن مشاورات تجري منذ حوالي شهر بين الكتلتين النيابيتين لحركة مشروع تونس وحزب آفاقتونس وبعض النواب من نداء تونس ومستقلين لتشكيل “جبهة برلمانية تقدمية لتوحيد المواقف والرؤى داخل قبة البرلمان”.
وأشار إلى أن مشروع الجبهة الذي بلغ مراحل متقدمة يطمح إلى إعادة التوازن للمشهد البرلماني، مؤكدا أنه “سيتم الإعلان عن تكوين الجبهة البرلمانية ومكوناتها وأهدافها الأسبوع القادم خلال ندوة صحافية تعقد للغرض في مقر مجلس النواب”.
ويقول مراقبون إن مبادرة تكوين جبهة برلمانية جديدة من شأنها أن تقدم الإضافة وتحدّ من اختلال المشهد السياسي وتعيد إليه التوازن.
وبحسب هؤلاء فإن المشهد السياسي والبرلماني يتسم بالتفاف حزبي للأغلبية البرلمانية على الآليات الديمقراطية وهو ما يعكسه تقديم حزبي النهضة ونداء تونس لمرشح توافقي في الانتخابات التشريعية الجزئية لمقعد ألمانيا.
و قال رضا بلحاج رئيس الهيئة التأسيسية لحركة “تونس أولا” الممثل بأربعة مقاعد في البرلمان إن كل مبادرة تمكن من إعادة التوازن في البرلمان وتخدم الانتقال الديمقراطي تعد خطوة إيجابية، مشيرا إلى أن حركته تتابع باهتمام مبادرة تأسيس “جبهة برلمانية تقدمية لتوحيد المواقف والرؤى داخل قبة البرلمان “وتجمع عددا من النواب والكتل البرلمانية.
وأكدت حركة نداء تونس في بيان أصدرته مساء الأربعاء أنه “لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمشروع ما سمي بجبهة برلمانية في مجلس نواب الشعب”.
ونبهت إلى أن “مواقفها الرسمية هي فقط ما يصدر في بلاغاتها الممضاة من مديرها التنفيذي” و أن “كل من يمضي من نوابها مع مشروع المبادرة المذكورة يعتبر في حل من أي ارتباط سواء بكتلة نداء تونس أو بالحزب عملا بمقتضيات الانضباط التنظيمي والمحافظة على وحدة الحزب وكتلته البرلمانية”.
وقال رئيس كتلة نداء تونس في البرلمان سفيان طوبال إنه لم يقع الاتصال بكتلة النداء للمشاركة في الكتلة البرلمانية الجديدة التي يتم الحديث عنها، مضيفا “كل ما حدث هو تصرف فردي لأنس حطاب، والنواب الذين وقعوا على المشاركة في هذه الكتلة لم يكونوا على علم بل ظنوا أنها مشاركة في المشاورات لا غير”.
وشدد في تصريحات إذاعية محلية على أنّ النواب الذين وقعوا على الكتلة قد اتصلوا بأنس حطاب لسحب إمضاءاتهم.
وتابع “نستنكر ظهور جبهة مماثلة في هذا الوقت وقبيل المصادقة على مشروع قانون المالية 2018، لأنّها تتسبّب في إشكاليات صلب البرلمان”.
وأضاف “هذه الجبهة وُلدت ميتة ونحن نعرف من يقف وراءها، هذه أجندة لطرف سياسي بصدد التقهقر ويسعى إلى العودة إلى المشهد السياسي بعد فشله في تكوين جبهات سياسية سابقا”.