الجبهة البرلمانية : لحماية الشاهد أم لكسر التوافق

68

تمّ اليوم الاربعاء 15 نوفمبر 2017 الإعلان رسميا عن تأسيس الجبهة البرلمانية التقدّمية.وقد أحدثت الجبهة الجديدة ، جدلا واسعا في الآونة الأخيرة حول هذا المولود البرلماني الجديد تحت قبة باردو. جبهة يلتقي في إطارها عدد من الأحزاب والمستقلين، وهدفها الأساسي “إعادة تحقيق التوازن في المشهد البرلماني والسياسي”.

تخوفات.. وحسابات

تخوفات الغنوشي رافقتها تخوفات حليفه في البرلمان رئيس كتلة نداء تونس، سفيان طوبال، الذي صرّح بأن “هذه الجبهة وُلدت ميتة نظرا للتوقيت الذي تم فيه الاعلان عنها، والمتزامن خاصة مع مناقشة مشروع قانون المالية، مشكّكا في نواياها من منطلق أنها تتكون من أحزاب موقّعة على وثيقة اتفاق قرطاج وداعمة للحكومة”.
ليس هذا وحسب، بل إنّ حركة نداء تونس، هددت في بلاغ رسمي نوابها، بالطرد من الحزب ومن الكتلة في صورة انخراطهم في مبادرة ما يُسمّى بـ”الجبهة البرلمانية”.
وأكدت على أن “كل من يمضي مع مشروع مبادرة ما يسمى بالجبهة البرلمانية، يعتبر في حل من أي ارتباط سواء بالكتلة أو بالحزب، عملا بمقتضيات الانضباط التنظيمي والمحافظة على وحدة الحزب وكتلته”.

المعلن… والمخفي

حسب بعض المتابعين فإن مشروع الجبهة البرلمانية، يتجاوز “التصريحات المطمئنة”، لتتجه إلى حشر الائتلاف الحاكم برأسي النهضة والنداء في الزاوية، ومحاولة حصر النهضة تحديدا في ركن ضيّق، سيبدأ بخنقها برلمانيا، ليكون ذلك “بروفة” للمرور إلى “خنقها” سياسيا في المشهد العام، وهو ما فكرت فيه النهضة واستبطنته في مشروع الجبهة البرلمانية.

وقد تشكلت الجبهة البرلمانية الجديدة بإمضاء 45 نائبا وهم

يذكر ان اعضاء الجبهة البرلمانية المعلن عن تاسيسها اليوم ينتمون الى كل من كتلة مشروع تونس وكتلة آفاق تونس، والكتلة الوطنية، وكتلة نداء تونس و نواب مستقلون وهم كالآتي:
1-إبراهيم ناصف
2-أنس الحطاب
3-الناصر الشنوفي
4-توفيق والي
5-حافظ الزواري
6-حسونة الناصفي
7-خولة بن عايشة
8-رابحة بن حسين
9-رياض جعبدان
10-ريم محجوب
11-زهرة ادريس
12-سعاد الزوالي
13-سماح بوحوال
14-سهيل العلويني
15-صبرين الڤوبنطيني
16-الصحبي بن فرج
17-صلاح البرڤاوي
18-عبادة الكافي
19-عبد الرؤوف الشريف
20-علي بالاخوة
21-علي بنور
22-كريم الهلالي
23-كمال الحمزاوي
24-لمياء الدريدي
25-ليلى اولاد علي
26-ليلى الزحاف
27-ليلى الشتاوي
28-ليليا يونس
29-محمد الطرودي
30-محمد الهادي ڤديش
31-محمد غنّام
32-مروان الفلفل
33-مريم بوجبل
34-مصطفى بن احمد
35-منصف السلامي
36-ناجية بن عبد الحفيظ
37-نادية زنڤر
38-محمد نجيب الترجمان
39-نزيهة البياوي
40-هاجر لعروسي
41-هاجر بن الشيخ أحمد
42-هدى سليم
43-وفاء مخلوف

وستعمل هذه الجبهة على إعادة التوازن البرلماني بتوحيد المواقف و الرؤى من أجل إضفاء النجاعة على العمل التشريعي و الرقابي و كل ما يتعلق بالهيئات الدستورية و مسار استكمال بناء مؤسسات الجمهورية الثانية.

كما ستسعى ايضا  إلى تحقيق الإستقرار السياسي بما يسمح بالإسراع بإصلاحات إقتصادية وإجتماعية عاجلة تحقّق إنتظارات الشعب في التنمية و الشغل، اضافة الى ضمان استمرارية حرب الدولة على الفساد ودعم مجهودات مؤسساتها لإنجاح هذه الحرب على أساس الشفافية و الشمولية.

ريم محجوب : الجبهة لن تكون في خدمة أي طرف

قالت النائبة في البرلمان عن حزب آفاق تونس ريم محجوب خلال حضورها اليوم الثلاثاء 14 نوفمبر 2017، في برنامج اكسبراسو إن مشروع قانون المالية لسنة 2018 لا يتماشى مع رؤية آفاق تونس الإقتصادية .

كما اعتبرت محجوب أن هذا القانون لن يدفع نحو الإستثمار داعية إلى ضرورة توسيع القاعدة الجبائية

و بخصوص الجبهة البرلمانية التي سيتم الإعلان عنها رسميا قريبا ضمت إلى الآن 45 نائبا مؤكدة أن هذه الجبهة مفتوحة للجميع .

كما اشارت إلى انها لن تكون لخدمة أي طرف مبينة أنه تم تكوين هذه الجبهة البرلمانية الجديدة يأتي من أجل خلق توازن بين القوزى الوسطية داخل مجلس نواب الشعب .

 عكس هجوم بجبهة ثلاثية 
انعقد يوم الإثنين 13 نوفمبر 2017 بمقر حركة نداء تونس لقاء تشاوري، هو الأوّل ، جمع أحزاب حركة نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحر ممثّلين على مستوى رؤساء الأحزاب ورؤساء الكتل البرلمانية وأعضاءها المنتسبين للجنة المالية بمجلس نواب الشعب.
ومما لا يدع مجالا للشك أنّ هذا اللقاء التشاوري يعدّ ردّا سريعا على إعلان  تأسيس “الجبهة البرلمانية الوسطية التقدمية” في الأيّام الأخيرة والتي تضمّ 43 نائبا من أصل 217 ينتمون إلى أحزاب “مشروع تونس” و”آفاق تونس” و”الكتلة الوطنية”، إضافة إلى نواب مستقلين و6 نواب من حزب “نداء تونس”، والهدف من ذلك، حسب ما ورد في بيانها التأسيسي، العمل على إعادة التوازنات السياسية التي أفرزتها نتائج انتخابات عام 2014، بتوحيد المواقف والرؤى داخل البرلمان، من أجل إضفاء مزيد من النجاح على العمل التشريعي والرقابي وكل ما يتعلق بالهيئات الدستورية ومسار استكمال بناء مؤسسات الجمهورية الثانية، علاوة على ضرورة ضمان استمرار حرب الدولة على الفساد ودعم جهود مؤسساتها. وما إن تمّ الإعلان عن تشكيل هذه الجبهة حتّى راجت أخبار عن انسحاب عدد من نوّاب حركة نداء تونس عنها.

وردّت حركة النهضة على لسان رئيسها راشد الغنّوشي بالقول إنّ “المساس بوحدة حركة النهضة وكتلتها البرلمانية هو نوع من المساس بالأمن القومي لتونس”. وأضاف : “نحن نعطي رأينا في الكيانات التي تملك مقومات البقاء والوجود، وقد شهدنا عدّة جبهات وكيانات الضدّ التي لم تستمر، لأنّه لا مبرر لوجودها”.

 يبقى السؤال مطروحا هل نحن بصدد الوقوف على تغيير جذريا في خريطة مجلس نواب الشعب؟ وإلى أي مدى تستطيع الجبهة الجديدة كس التوافق بين حركة النهضة و حزب نداء تونس؟

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here