خالد الهرماسي
في غالب الأحيان يكون المتحرش هو الذي يملك السلطة المعنوية أو المادية على الضحية المتحرش بها…لكن من المفارقات و الغرائب أن تجد الضحية في بعض الأحيان هو من يملك مقاليد الأمور…
مثلما هو الحال مع حركة النهضة التي منذ 2011 وهي تتعرض للتحرش و الإبتزاز السياسي من أطراف ليس لها لا وزن ولا حجم ولا حتى تاريخ نضالي سياسي يسمح لها بذلك…
فقط الصدفة و سلبيات القانون الإنتخابي الذي يجعل من يتحصل على بعض المقاعد التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة قادر على المناورة الإبتزاز و التحرش السياسي…
وهذا ما تتعرض له حركة النهضة هذه الأيام تحديداً فهي المكلفة دستوريا بتشكيل الحكومة إلا أن ما يحصل لها يثير الريبة خاصة أن نتيجة ذلك تصب في مصلحة السيستام الذي أخرجه الشعب و أقصاه عن طريق صندوق الإنتخابات وكلف الأحزاب التي يعتبرها من رحم الثورة بتصدر المشهد و قيادة السلطة إلا أنها بهذه الإبتززات تعبد طريق عودة السيستام إلى إفتكاك الحكم من جديد…
من حسن الحظ أن النهضة حزب مسؤول و يتقن جيداً فنون المفاوضات وهو إلى الآن يتعامل مع الأمور بإحترام و وفاء لإرادة الشعب و دماء الشهداء…
لكن للصبر حدود و مصلحة تونس فوق الجميع و لا تنتظر من غير الممكن أن تبقى الأمور على ما هي عليه و لحركة النهضة العديد من ألأوراق يمكن أن تستعملها في وجه الإبتزاز و التحرش السياسي
لن تقبل مزيد من الطلبات و الشروط التي لا تراعي مصلحة تونس قبل كل حسابات ضيقة حزباوية النهضة ليست(الهجالة التي تقبل شرط العازب)…
على الجميع إلتقاط هذه اللحظة التاريخية و تحويل الثورة إلى ثروة وطنية وإلا الشعب التونسي العظيم قادر على قلب الموازين لو تعيد له حركة النهضة الأمانة…
الجميع تحت الإختبار اليوم من هو الوفي لدماء الشهداء الذي يحفظ الأمانة و من هو الذي لم يستوعب الدرس و قوة اللطخة…
المتحرش ما يركبش معنا
المتحرش ما يحكمش معنا
لا ولاء إلا للوطن