آمنة جبران
أفريقيا برس – تونس. نظمت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، الجمعة، وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية في تونس، تضامنًا مع لبنان ضد الاعتداءات الصهيونية المتكررة.
وكشف صلاح الدين المصري، منسق الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة اللبنانية هي وقفة تضامنية مع الشعب اللبناني ضد الاعتداءات الصهيونية المتكررة، وكذلك مع المقاومة اللبنانية وحزب الله الذي قاد معركة تحرير الأرض، وتنديدًا بمساعي استهداف سلاح المقاومة والمطالبة بنزعه.
واعتبر أن نزع سلاح المقاومة سيؤدي حتمًا إلى استباحة لبنان بشكل كامل، ولن يكون إلا في خدمة العدو الصهيوني.
وبرأيه، يمكن إسناد المقاومة بجميع الأشكال النضالية الممكنة وفقًا للظروف المختلفة لكل بلد، ومن واجب الشعوب أن تتحرك وتضغط وتبتكر أشكالًا نضالية متنوعة للدفاع عن الحق الفلسطيني. ودعا التونسيين وكل شعوب المغرب العربي إلى دعم أسطول الصمود المغاربي والعالمي، بالحضور الجماهيري لمرافقة الأسطول البحري بهدف كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المنكوب.
وصلاح الدين المصري هو منسق الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، وعضو هيئة تسيير أسطول الصمود المغاربي.
ماهي أهداف الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة اللبنانية؟
هي وقفة تضامنية مع لبنان والشعب اللبناني ضد الاعتداءات الصهيونية المتكررة طيلة الأشهر الماضية رغم إيقاف القتال وإعلان الهدنة، وهي وقفة تضامنية مع المقاومة اللبنانية ومع حزب الله الذي قاد معركة تحرير الأرض وتحرير الأسرى والدفاع عن لبنان ضد الإرهاب التكفيري وشارك في إسناد غزة، وهي احتجاجية ضد الضغوط الأمريكية والخليجية التي تستهدف سلاح المقاومة وتستعجل نزعه.
ماذا يعني نزع سلاح حزب الله، وهل هي ضربة جديدة يحاول بها الكيان الصهيوني استهداف المقاومة؟
إننا في الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع نؤكد أن نزع سلاح المقاومة لن يكون إلا خدمة للعدو الصهيوني والأمريكي. فهو يريد أن يجعل لبنان ضعيفا ومستسلما وذليلا أمام الجيش الصهيوني كما كان طيلة عقود قبل معركة التحرير سنة 2000. ولن ينسى الشعب اللبناني مجازر صبرا وشاتيلا ومعتقلات الخيام وآلاف المفقودين الأسرى..كل لبناني وعربي يعرف جيدا أن نزع سلاح المقاومة سيؤدي قطعا إلى استباحة لبنان بشكل كامل، ولن تتوقف أطماع الكيان الصهيوني عند هذا الحد.
كيف يمكن إسناد المقاومة في ظل ما تتعرض له من نكسات وضغوط؟
يمكن إسناد المقاومة بجميع الأشكال النضالية الممكنة وفقا للظروف المختلفة لكل بلد، والنداءات التي تصدرها المقاومة في كل مدة تعطي جوابا أوليا عن السؤال فهي تطلب من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يتظاهروا أمام السفارات الأمريكية والصهيونية، شركاء الإبادة الجماعية، والخروج في مسيرات وفعاليات جماهيرية للضغط على العدو حتى يوقف جرائمه وعدوانه.
ويمكن أن نضيف حملات المقاطعة التي تستهدف الشركات التجارية التي تموّل الاحتلال كما هو الشأن مثلا في تونس” حملة مقاطعة كارفور”، والنضال لأجل إسقاط اتفاقيات التطبيع في البلدان العربية والإسلامية المطبعة ومحاولات سنّ قوانين لتجريم التطبيع ومحاولات كسر الحصار والاشتباك المباشر مع العدو بحرا أو برا. ويمكننا اعتبار العمل على حفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في كل قطر عربي هو نضال غير مباشر ضد العدو.
وفي قمة عمليات إسناد المقاومة ما قام به حزب الله في جنوب لبنان، وما يقوم به اليوم اليمن الذي انخرط في حرب مفتوحة ضد العدو الصهيوني والأمريكي من أجل الضغط على المعتدين حتى يوقفوا عدوانهم. ويبقى كل تحرك لدعم المقاومة ودعم صمود الشعب الفلسطيني في أشد الحاجة إلى الحضور الجماهيري.
كيف تقيم تجربة حصار السفارة الأميركية، ولماذا وقع تعليق الحصار؟
اشتركت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع مع شركائها في دعم الحق الفلسطيني ضمن اعتصام لحصار السفارة الأمريكية دام ثمانية أيام، وكانت نقلة نضالية حقيقية لأننا أنجزنا أكثر من 80 وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، وكان بعضها في صورة رباط ليلة كاملة وبحكم تطور الحرب العدوانية ووصولها إلى أبشع صورها من حيث التجويع و التعطيش وقتل ممنهج للأطفال، قررنا الاعتصام و الحصار.
وهو حركة احتجاجية كانت مبرمجة لمدة 3 أيام، ولكن الحضور الجماهيري والاستعداد النضالي جعلنا نمدد الاعتصام. فهو من هذه الجهة حقق هدفه وأبلغ صوت الغضب و الاحتجاج إلى العالم كله وساهمنا في تثبيت البوصلة، وأن المكان الذي يجب أن نكون فيه ونحتج ضمنه إنما هو أمام السفارة الأمريكية. كما تحقق الضغط النفسي والسياسي ضد السفارة. لكن من جهة حصار السفارة وتعطيل عملها فقد تعطل باب، ولكن السفارة لها أكثر من مدخل.
كشبكة تونسية مناهضة للتطبيع، هل تتوقع أن يستجيب البرلمان لدعوات تمرير قانون التطبيع أم وقع قبره على شاكلة مع حدث مع البرلمانات السابقة؟
منذ 2011 والتونسيون يطالبون بتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني، ويجب أن نستمر جميعا في النضال لأجل هذا الهدف المرتبط بحفظ السيادة الوطنية وحماية وطننا من الاختراق الصهيوني والهيمنة الأمريكية، فقد صرح السفير الأمريكي السابق جوو هود وبكل وقاحة أنه يعمل لأجل إلحاق تونس باتفاقيات أبراهام التاريخية التي تضع بلادنا ضمن الهيمنة الصهيونية. ونحن نعرف جيدا أن هذا المطلب ليس من السهل تحقيقه. ولكن من الواجب الثبات في النضال لأجله، ونطالب الحكومة التونسية اليوم بالمسارعة إلى إصلاح المنظومة التربوية وإدماج ثقافة الحق الفلسطيني في جميع البرامج الممكنة، وسيكون خطوة مهمة جدا في إنصاف المقاومة الفلسطينية والعربية، وهذه خطوة ممكنة، ولا تواجه نفس صعوبات تجريم التطبيع. فالمتابع لبرامج التربية والتعليم التونسي يجد الاهتمام بالحق الفلسطيني ضعيفا، ومنجزات الشعب الفلسطيني والمظلمة التي تعرض لها لا تصل إلى أبناءنا بشكل علمي وفني.
مع الإعلان عن موعد انطلاق أسطول الصمود البحري، هل ستكون الشبكة التونسية لمناهضة التطبيع ضمن المشاركين فيه، وهل تتوقعون نجاحه أم سيتعرض لسيناريو سفينة حنظلة؟
الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع شريكة في أسطول الصمود المغاربي والعالمي، وهي محاولة جديدة لكسر الحصار عن غزة تتميز بأنها أكبر أسطول يشارك فيه 44 دولة من مختلف أنحاء العالم مما يجعله من جهة أخرى يشكّل حصارا إعلاميا وشعبيا عالميا لكيان الاحتلال. وسواء تمت محاصرة الأسطول واعتقال نشطائه أو أي سيناريو آخر، فإن الاشتباك المباشر مع العدو يزيد من عزلته عالميا ومن فضح جرائمه ويكشف واقع الحصار البحري والبري ويرفع من معنويات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة حيث يكون الأسطول البحري والقافلة البرية السابقة كلها علامات حقيقية على حجم التضامن الشعبي العالمي مع الصمود الفلسطيني.
إن واجب الشعوب أن تتحرك و تضغط وتبتكر الأشكال النضالية المتنوعة وقد تحركت واستطاعت أن تكون قوة حقيقية في الحصار العالمي للسردية الصهيونية وقوة حقيقية في تثبيت الحق الفلسطيني. ونحن ندعو شعبنا التونسي وشعوب المغربي العربي إلى دعم أسطول الصمود المغاربي والعالمي بالحضور الجماهيري في مرافقة الأسطول، كما تمت مرافقة قافلة الصمود وتحويلها إلى يوم غضب شعبي ضد الاحتلال و يوم لدعم الحق الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية. والنضال لأجل تحرير فلسطين مسيرة طويلة ومعقدة وتحتاج منا جميعا إلى الثبات والصمود.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس