بن سلمان يغادر تونس بعد زيارة استمرت 4 ساعات واجهت احتجاجات

83
المتظاهرون: عار عار استقبال أبو منشار

خرج مئات التونسيين للاحتجاج على زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يقوم بأول جولة خارجية منذ تفجر أزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقد غادر بن سلمان تونس التي كانت المحطة الرابعة في جولته، بعد الزيارة التي استمرت أربع ساعات فقط. ومن المتوقع أن يتوجه للارجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين، بحسب التلفزيون السعودي.

وعلى خلاف الترحيب الذي حظي به بن سلمان في زيارته إلى كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، رفع محتجون تونسيون، ومن بينهم نشطاء وصحفيون، شعارات ضد “جرائم الحرب” في اليمن، وشعارات أخرى تنتقد بن سلمان وتصفه بـ”القاتل” وتقول إنه “غير مرحب به”.

وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في استقبال ضيفه في المطار حين وصوله من القاهرة. وعقد الاثنان محادثات في قصر قرطاج الرئاسي، بحسب ما أعلنته الرئاسة التونسية.

كما التقى ولي العهد السعودي رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، ونقل التلفزيون التونسي عن بن سلمان قوله “علاقاتنا مع تونس ممتازة منذ وقت طويل …ولا يمكن أن أزور شمال أفريقيا دون زيارة تونس” ووصف الرئيس التونسي بأنه “مثل والدي”.

من جانبه قال السبسي إن ولي العهد السعودي “ليس مجرد ضيف على تونس بل إنه في بيته هنا”، وأضاف أنه يأمل ان تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة لدفع العلاقات بين البلدين.

وأوضحت الرئاسة التونسية في بيان أصدرته لاحقا أن بن سلمان والسبسي ناقشا سبل تحسين التعاون الثنائي في مجالات “الاقتصاد والتمويل وتشجيع الاستثمار والتعاون الأمني والعسكري لمكافحة التطرف والإرهاب”.

وقد اكتفت الرئاسة بدعوة المصورين ولم تنظم مؤتمرا صحفيا، على عكس التقليد السائد في مثل هذه الزيارات، في محاولة، على ما يبدو، لتجنب إحراج الضيف السعودي.

وكان نشطاء تونسيون قد نظموا مظاهرات رافضة للزيارة. ووضعوا لافتة كبيرة على طول مبنى نقابة الصحفيين، عليها صورة محمد بن سلمان وهو يمسك منشاراً، في إشارة إلى الأداة التي قطعت بها أوصال خاشقجي، بعد قتله في قنصلية بلاده باسطنبول.

ورفع المحتجون في تونس شعارات تنتقد بن سلمان وتقول إنه “غير مرحب به”. ونظم المحتجون عرضا مسرحيا ساخرا ضد ولي العهد السعودي جسده ممثلون في أدوار مهرجين أمام المسرح البلدي بتونس.

كما رفعوا صورة كاريكاتيرية كبيرة تظهر الرئيس التونسي يصب الماء على يدي الأمير السعودي الملطخة بالدماء، إلى جانب صور أخرى تظهره حاملا منشارا، وقد حملت كتابات من أمثال “عار عار استقبال أبو منشار”.

ورفعت المنظمات والجمعيات والأحزاب المشاركة في المسيرة عدة شعارات ضد الزيارة، منها: “لا لتدنيس أرض تونس الثورة”، و”أبو المنشار بن سلمان مطلوب للعدالة”، و”تونسيون ضد زيارة ولي العهد السعودي”، و”لا مرحبًا ولا سهلًا”، و”ولى زمن السفاحين إنه زمان الشعوب الحرة”، و”بن سلمان بن سلمان يا عميل الأمريكان”، و”الشعب يريد تجريم التطبيع”. وتعالت أصوات المشاركين لتهتف: “بن سلمان عد من حيث أتيت”، و”الشعب يريد طرد السفاح” و”الشعب لا يريد بن سلمان”.

وقال الناشط في المجتمع المدني والقيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد سعيد عروس، إن “بن سلمان غير مرحب به، وتونس ليست في حاجة إلى البترودولار وإلى براميل نفط السعودية، بل تتمسك بكرامة شعبها وسيادة وطنها، وشعب تونس شعب حر ولا يهان، وهي ليست للبيع وستبقى قوية”.

وأضاف أنهم “يتوجهون برسالة إلى الشعب اليمني، ويقولون له لا تهتم فالحرية تفتك بالدم، وسينتهي آل سعود وتبقى أنت أيها الشعب اليمني حرًا أبيًا، وستهزمون أعداءكم قريبًا”، مضيفًا أن “بن سلمان سيحاكم وسيذهب إلى مزابل التاريخ ومكانه في السجن وليس بتونس”.

وقالت النائب عن الجبهة الشعبية مباركة البراهمي إنه “لا بد من استقبال شخصيات نتعلم منها وليس مجرمي حرب وإرهابيين وسفاحين”، مضيفة أنّ “تونس وفية للشعب اليمني العظيم، الذي يعيش حربًا عالمية يواجهها بإمكانات بسيطة”، معتبرة أن “الغطرسة السعودية وراءها فكر تكفيري، ومخططات صهيونية يحاول اليمنيون أن يتصدوا لها بثبات”.

وأوضحت أن “الشعب اليمني يعلّم الشعوب الثبات والصمود، فلا يملك التونسيون اليوم سوى أن ينحنوا إجلالًا وإكبارًا لهم، وينددوا بقدوم المجرم بن سلمان، القاتل السفاح الذي تلوثت يداه بمقتل خاشقجي”.

وقال مؤسس جمعية القدس لسعد زواغي، إن “أرض تونس لا تدنس، وكل وطني حر يرفض هذه الزيارة، وهي ستظل وصمة عار على جبين تونس والثورة التونسية التي قدمت شهداء للديمقراطية والحرية”، مضيفًا أن “زيارة أبو المنشار غير مقبولة وغير مرحب به في أرض تونس”.

ورأى أحد ناشطي المجتمع المدني المشاركين في المسيرة، أن “بن سلمان يبحث عن أرض شريفة يمسح بها منشاره ويديه الملطختين بالدماء، فتونس لا تريده في أرضها وعلى ترابها”، مبينًا أنهم “يعرفون تاريخ السعودية الأسود، ولن يقبل بلد الثورة المجرمين والقتلة الذين يقتلون ويحاولون ألا يتركوا آثارًا وراءهم”. وأضاف أن “التونسيين خرجوا اليوم كهبّة واحدة وبصوت واحد، ليقولوا لبن سلمان: ارحل وعد من حيث أتيت فأرض تونس والتونسيون لا يريدونك”.

وكانت تونس حليفاً قوياً للسعودية في فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لكن العلاقات توترت بعد فراره إلى السعودية ورفض دعوات أحزاب تونسية بتسليمه للمحاكمة بعد الثورة التونسية عام 2011. وباتت علاقات البلدين تتسم بالفتور في أعقاب وصول الإسلاميين إلى الحكم في صفقة لتقاسم السلطة مع العلمانيين بعد الثورة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here