أفريقيا برس – تونس. تجددت الاحتجاجات بمدينة المزونة بولاية سيدي بوزيد التونسية، الأربعاء، لليوم الثاني، إثر مصرع 3 تلاميذ جراء انهيار جزء من جدار معهد ثانوي.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها نشطاء عبر وسائل التواصل، خروج مسيرة تجوب المدينة، فضلا عن اجتماعات عقدت في المعهد الثانوي، تنديدا “بتهميش الحكومة لمدينة المزونة وضعف البنى التحتية بها”.
والاثنين، انهار الجدار على الطلاب، بعد هبوب رياح قوية، حيث أنه “بُني منذ ثمانينات القرن الماضي وكان آيلا للسقوط”، وفق إعلام محلي.
ويحتج المشاركون أيضا على قرار السلطات اعتقال محمد الكثيري، مدير المعهد الثانوي – حيث وقع الحادث – معتبرين أنه تم التعامل معه كـ”كبش فداء”، بحسب مصادر اعلامية.
وفي السياق، أفاد شهود عيان بأن المدينة “شهدت تواجدا مكثفا لقوات الأمن” منذ مساء الثلاثاء، على خلفية الاحتجاجات.
كما تحدثوا عن “استخدام مفرط” للغاز المسيل للدموع عند تفريق قوات الأمن للاحتجاجات التي شهدتها شوارع المدينة.
وفي السياق، قال وليد الجد، ناشط بالمجتمع المدني في مدينة المزونة، إن الاحتجاجات ستستمر “رفضا للتعامل الأمني” مع الأحداث.
وأضاف: “شهدت المدينة الليلة الماضية، عدة اعتداءات أمنية على الأهالي”، مشددا على رفض المجتمع المدني لذلك التعامل الأمني انطلاقا من أن الحل يمكن في “معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية”.
وأعلن الجد أيضا عن رفض المجتمع المدني في المزونة قرار اعتقال مدير المعهد الثانوي.
ولفت إلى أن مطلب المحتجين وأعضاء المجتمع المدني هو “إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية عادلة تنهض بالمدينة”، مشددا على أن التعامل الأمني مع هذه الظروف “أثبت فشله منذ عام 2010″، في إشارة إلى أحداث ثورة تونس وسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وانطلقت في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 من مدينة سيدي بوزيد مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه، احتجاجات شعبية توسعت للولايات الأخرى، أطاحت في 14 يناير/ كانون الثاني من العام التالي بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
وبدوره، قال شاهد عيان من مدينة المزونة إن المدينة شهدت مساء أمس “وصول نحو 100 سيارة أمنية، واستعمال مفرط للغاز المسيل للدموع، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي في شوارع المدينة الرئيسية”.
والثلاثاء، شارك مئات التونسيين في تشييع جثماني طالبين، غداة تشييع جثمان الثالث الاثنين، لقوا حتفهم إثر انهيار جزء من جدار معهد ثانوي.
وسبق وأعرب الرئيس التونسي قيس سعيد، الاثنين، عن “عظيم ألمه لحادث وفاة عدد من التلاميذ بمدينة المزونة”.
وخلال استقباله رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري بقصر قرطاج، وجّه “تعليماته بتحميل المسؤولية لكل من قصر في أداء واجبه”، وفق بيان للرئاسة، صدر فجر الثلاثاء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس عبر موقع أفريقيا برس