توقيع إتفاقيات بين تونس وتركيا في المجالات الإقتصادية والعسكرية

201
أردوغان أكد تفهم بلاده للظروف الاقتصادية التي تمر بها تونس مؤكدا رغبة تركيا في تقديم مساعدتها

وقعت تونس وتركيا على أربع إتفاقيات خلال جلسة عمل موسعة، ترأسها رئيسا جمهورية تونس الباجي قايد السبسي والتركي رجب طيب أردوغان، الذي يؤدي زيارة دولة إلى تونس تستغرق يومين. وأفاد الجهيناوي، بأنه تم التوقيع على إتفاقية تهمّ التعاون العسكري وبروتوكول مرتبط بها، يتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين في المجال العسكري وخاصة في مجال التكوين، بما سيتيح فرصا هامة للتربصات في تركيا.

ووقّع وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي اتفاقية للتعاون العسكري مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي، وحضر الرئيسين مراسم التوقيع، كما تم التوقيع على بروتوكول تنفيذي للمساعدة المالية، تستفيد بموجبه تونس من مساعدات عسكرية ومالية تركية.

أما الإتفاقية الأخرى، فتتعلق وفق الجهيناوي، بحماية وتعزيز الاستثمارات بين البلدين، وهي تعد هامة بالنسبة إلى تونس باعتبارها ستساهم في دفع الإستثمار التركي في تونس والشراكة بين البلدين، مضيفا أنه تم كذلك التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعاون البيئي .

وذكر بوجود تعاون إستراتيجي بين البلدين، في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي الذي إتفق الرئيسان على إجتماعه خلال سنة 2018 على مستوى رئيسي حكومتي البلدين. وثمن الجهيناوي، تفهم الجانب التركي للظروف الاقتصادية التي تمر بها تونس، مبرزا رغبة الرئيس التركي في الترفيع في واردات بلاده من المنتوجات التونسية، على غرار زيت الزيتون والفسفاط.

واكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تفهم بلاده للظروف الاقتصادية التي تمر بها تونس مؤكدا رغبة تركيا في تقديم مساعدتها لتتجاوز تونس عجز الميزان التجاري الذي تمر به وذلك من خلال الترفيع في قيمة الواردات من المنتوجات التونسية وقال ان الطرفين “سيعملان على تكثيف التباحث والتشاور بهدف تعزيز علاقات التعاون بين البلدين خاصة في مجال التجارة والسياحة معلنا عن عزم تركيا منح قرض بقيمة 300 مليون دولار لفائدة تونس .وأشار أردوغان إلى أن بلاده منحت تونس 300 مليون دولار كمساعدة.

ووفق دوغان بلغت التمويلات التركية لتونس بعد الثورة 500 مليون دولار منها 200 مليون دولار لدعم الأمن والاستقرار. ومنحت تركيا تونس معدات للبلديات والوزارات والمخابر الطبية والصيدلية بقيمة 55 مليون دولار، خلال الفترة ذاتها. كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2016 نحو مليار دولار؛ منها 240 مليون دولار صادرات تونسية، و760 مليون دولار صادرات تركية، وفق ذات المصدر. وفي الندوة الدولية للاستثمار التي انعقدت بتونس يومي 29 و30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، سجّلت تركيا حضورها من خلال مشاركة وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، على رأس وفد رفيع المستوى. وخلال هذه الندوة منحت تركيا تونس وديعة بقيمة 100 مليون دولار.

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن أردوغان بحث مع المسؤولين التونسيين تعزيز التعاون في مجالات السياحة والاقتصاد والطاقة والصناعات الدفاعية. أما وزير الخارجية التونسي فقال إن مجلس التعاون الإستراتيجي المشترك سيجتمع مطلع العام المقبل.

وجدد الرئيس التركي دعم بلاده إن تركيا تقف دائما إلى جانب تونس للحفاظ على الاستقرار والتطور والنمو فيها. وأشاد أردوغان بالتقدم الذي حققته تونس على صعيد الانتقال الديمقراطي، وقال إنها قدمت للعالم نموذجا في التوافق، مؤكدا أنه يمكن توسيع العلاقات في كل المجالات، ومثمنا موقف تونس الداعم لبلاده في محاربة الإرهاب.

الموقف الدولي

وفي المؤتمر الصحفي المشترك أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على تطابق المواقف التونسية والتركية في كل الملفات الثنائية والإقليمية. وقال الرئيس التركي إن بلاده وتونس تعتبران القدس خطا أحمر عقب القرار الأميركي باعتبارها عاصمة لإسرائيل، وأضاف أنه لا يمكن قبول أي خطوة بالنسبة للوضع التاريخي للقدس وهويتها. ودعا أردوغان إلى توحيد الأصوات العربية والإسلامية للتصدي لقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واقترح في السياق ذاته تغيير شروط العضوية الدائمة في مجلس الأمن لتصبح دورية أمام كل دول العالم، مؤكدا أن دولة واحدة لا يمكنها عرقلة مسيرة العالم، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

كما تحدث الرئيسان عن تطابق مواقف البلدين فيما يخص الوضع في ليبيا، وقال الرئيس التونسي إن مواقف البلدين متشابهة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأشار إلى أنه قبِل دعوة من أردوغان لزيارة تركيا.

ويؤدي أردوغان زيارته الأولى إلى تونس بصفته رئيسا بعد زيارتين أجراهما بوصفه رئيسا للوزراء، الأولى في سبتمبر/أيلول 2011 في إطار دعم العلاقات الثنائية ومساندة ثورات الربيع العربي، والثانية في يونيو/حزيران 2013. وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة شملت السودان وتشاد.

وتعززت العلاقة بين البلدين منذ 2002 تاريخ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا للسلطة، حسب تصريحات للسفير التركي عمر فاروق دوغان، للصحافة التونسية المحلية قبل أيام. وذكر السفير أن تلك العلاقات توطدت بشكل كبير بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here